حـكـايـتـــي



✿~»!.. حكايتـي مـع الأيــام ..! »~✿


حكايتي مع الأيام .. هي حكاية تحمل كلّ الأحداث وكل المشاعر ,, من فرحٍ وابتسامات إلى دموع وحسرات ! من فرحة عشتها هنا ومن دموع تركتها هناك ! من لحظات شعرت فيها أنني أملك العالم إلى لحظات شعرت فيها أنني لا شئ !

لا أجزم أن الحزن طغى على فصول تلك الحكاية لكن ربما لأنه كان مؤثراً فيها شعرت بذلك ! لا أنكر مشاعر الفرح ولا أنسى لحظات الأمل ولا بد أنها تكررت كثيراً في تلك الحكاية .. لكن ما مررت به في محطات كثيرة جعلني أيقن أن فصلاً من الحزن قادراً على أن يطغى على فصولٍ من الفرح !

حكايتي مع الأيام هي لوحة كبيرة رسمت جزءاً فيها ورسم لي الآخرون جزءاً آخر وبقي الجزء الأكبر هو ما رسمته الأيام وشائه القدر .. رسمت فيها من فصول الأيام وروداً وفراشات وشمساً مضيئة ورسمت نهراً وأشجاراً ورسمت طفلاً يجلس هناك ويظن أن هذا العالم مُلكاً له !

ولكن في الجزء الأخر من اللوحة وجدت من رسم لي الأشواك جنب الورود ورسم لي ليلاً بجانب الشمس ورسم لي حجارةٍ بجانب النهر ! أما الأيام والقدر فقد رسموا لي خطوطاً ومنحنيات وأشكالاً غريبة لم أفهم ما تعني .. فأيقن الطفل في اللوحة أن هذا العالم ليس عالمه !

حكايتي مع الأيام .. لا تدّون بموضوع ولا يسعها كتاب .. ليس لأن فيها شيئاً مختلفاً عن غيرها فلا تضم شيئاً لا تحويه باقي الحكايات إلا بأشياءٍ بسيطة ربما ,, ولكن لأنني لو أردت أن أدونها لتحدثت عن كل لحظةٍ فيها .. عن كل ابتسامه وكل دمعة .. عن كل لحظة نجاح ولحظة فشل .. عن كل لحظة قوة ولحظة ضعف .. عن كل الأفراح وكل الأحزان ! ولكن معظم ذلك كنت أفضّل دائماً الاحتفاظ به لنفسي ! فما يدوّن من الحكاية هو مقتطفات ليس إلا !

سأدون هنا مجموعة من اللحظات والمشاعر فقط .. سأدون ما يَصلُح أن يُحكى وما أستطيع أن أبوح به ! سأدون من كل فصل لحظات ومن كل محطة ومضات .. فعذراً إن كنت سأختزل الكثير من الذكريات ..!!

كتب في 1-8-2011






 

✿~»!.. ومضات من .. حكايتي أيام المدرسة ..! »~✿


منذ كنت صغيراً كنت أحب المدرسة .. كنت أقتني الأقلام والدفاتر ,, أحب الرسم والكتابة وكنت أشعر أن جزءاً كبيراً من حياتي سأقضيه بين الكتب والدفاتر ! كنت متفوقاً منذ البداية ووجدت الاهتمام الكافي من والداي فأبي كان مُعلماً وأمي كانت مُعلمة لذلك كنت أشعر في البيت وكأنني في مدرسة !

ولا زلت أذكر الكثير من تفاصيل الصفوف الابتدائية ولن أنسى يوم استلام الشهادات في الصف الأول عندما قال لي الأستاذ أنت الأول على الصف .. فحملت الشهادة وعدت لبيتي مُسرعاً لأخبر والداي بذلك ! وبقيت دائماً كذلك لأني كنت أحب المدرسة وكنت أشعر أن لي دوراً فيها خاصة عندما كنت أنشد الأناشيد الوطنية والدينية في الاحتفالات !

بعدها وفي المرحلة الإعدادية انتقلت لمدرسة كبيرة ورائعة .. وكانت مرحلة هامة جداً في مسيرتي التعليمية لأن تلك المرحلة قضيتها في مدرسة رائعة لن أنساها وكانت تضم نخبه من خيرة الأساتذة وكنت فيها من الطلاب الأوائل على المدرسة وكنت من أقدم الإذاعة المدرسية في الصباح وكنت ارتبط بعلاقات رائعة مع الهيئة التدريسية والطلاب فتلك المرحلة أعطتني ثقة كبيرة في النفس وأضافت أبعاد هامة لشخصيتي !

لا زلت أتذكر الأستاذ أمين – أستاذ اللغة العربية – الذي كان يتحدث باللغة العربية الفصحى من شدة أجلالة للغة العربية .. كان يهتم بي كثيراً وهو من جعلني أقدّم الإذاعة المدرسية وكان يشيد دائماً بما أكتب .. حتى أنه في أحدى المرات أعطاني العلامة الكاملة على موضوع الإنشاء وقال لي بأنه لم يسبق له أن أعطى تلك العلامة لأي طالب طوال مسيرته التعليمية على موضوع في الإنشاء ولكنه قرر أن يمنحها لي لإعجابه بما كتبت !

كانت تلك الشهادة من أستاذي أفضل من أي تكريم نلته أثناء دراستي .. فنصحني أن أبقى أذهب إلى مكتبة المدرسة وأقرأ الكتب وهذا ما فعلته .. حيث أصبحت أستعير الكثير من الكتب من مكتبة المدرسة .. وكان الأستاذ حمدي هو المشرف على المكتبة وكان الطلاب يخافون منه لأنه كان شديداً جداً ويحمل دائماً عصا يضرب بها الطلاب المشاغبين أو المتأخرين عن الدوام أو من لم يقومون بحل الواجبات !

لكنه كان لطيفاً مع الطلاب المتفوقين وكان يحب الطلاب الذين يقرئون الكتب .. وعندما كنت أذهب إلى المكتبة كان يسألني عن أي الكتب أريد .. قال لي بأنني يجب أن لا أقرأ القصص مثل باقي الأولاد ,, قال لي بأنني يجب أن أقرأ كتب التاريخ والأدب والفقه والعلوم ! كان يهتم بي ويختار لي الكتب .. كان من أكثر الأساتذة الذي أثروا في حياتي مع الأستاذ أمين – أستاذ اللغة العربية – والأستاذ رمزي – أستاذ الرياضيات - !

في المرحلة الثانوية تأثرت كثيراً بالأستاذ عبدالرحمن – أستاذ التاريخ - كان فيلسوفاً لدرجة لا تصدق وأحببت فلسفته .. وكم فرحت عندما اختارني لأذهب معه للمشاركة في برنامج تلفزيوني " بُناة المستقبل " وتحدثنا سوياً في البرنامج .. ومن وقتها وأن أحب الفلسفة وأقرأ كتباً فيها !

ولكن الغريب أنني لم أشاهد أياً من أساتذتي هؤلاء بعد المدرسة حتى الآن ! ربما لأنهم من مدن مختلفة .. أتمنى أن التقي بهم بعد كل ذلك الوقت .. لأشكرهم واستعيد ذكرياتي معهم .. كانت ذكريات المدرسة كثيرة ومؤثرة استعدت بعضها الآن ,, لكن الأهم هو ما تركته في نفسي وما أثرت به على حياتي !


أحمد ,,
1-8-2011





✿~» ومضات من .. حكايتي أيام الطفولة (1) »~✿

عندما أفقت على هذه الدنيا وجدت نفسي في مكانين مختلفين .. بيتنا كان في عمان وبيت جدي وبيتنا الأصلي كان في قرية في مدينة مادبا تبعد عن عمان حوالي (40) كيلو .. كنت أحب هذين المكانين رغم أنهما كانا مختلفان ما بين صخب وزحمة الحياة في عمان وما بين المزارع والمساحات الشاسعة في القرية !

كنت أحب الأجواء العمّانية وكنت أشعر بمتعة عندما أسير في الشارع مع والدي في الليل لنحضر بعض الحاجات ,, كانت الحياة تملأ عمان وكنت أشاهد في كل ركن حكاية خاصة ! كنت أرتبط بالأمكنة والأشخاص وبكل شئ ! لكن عندما كنت أتذكر بيتنا في القرية كنت أحنّ كثيراً وأشتاق كثيراً للمزارع والبساتين وأنتظر تلك اللحظة التي أذهب فيها لهناك لأشاهد الطبيعية الجميلة في القرية !

كنّا نسكن في عمان لأني والدي ووالدتي كانا يعملان فيها وكان لدى والدي محل للأجهزة الكهربائية .. لذا فأن والداي انتقلا للعيش في عمان قبل أن أولد .. لكن بقي منزلنا هناك في القرية نذهب إليه باستمرار وخاصة لقضاء العطلات وكذلك في الأعياد والمناسبات ! كنت أرى في كل مكان منهما شيئاً ورونقاً خاصاً !

ومن أكثر الأشخاص الذين تأثرت بهم في طفولتي هما – أبو يوسف – الذي يعمل مع والدي في المحل و – جدي أبو محمد- الذي كان يسكن في القرية .. وعندما كنت أرى أبو يوسف الذي يعمل مع والدي في المحل وطباعة العمّانية الخالصة ولهجته المدنية كنت أجد فرقاً عندما أرى جدي في القرية وطباعة الأصيلة ولهجته البدوية .. ولكن القلب واحد والشعور واحد وإن أختلف المكان ! فلكلٍ رونقه وأصالته ,, وروحه !

عندما كنت أرى أبو يوسف هذا الرجل الكهل يعمل دون كلل .. ويبقى طوال الوقت يرتب وينظف وعندما كان يجلس كان يتألم من ظهره فيجلس بهدوء على الكرسي .. فيمسك الجريدة ويرتدي نظارته ويبدأ يقرأ بالجريدة .. كنت أشعر أنه بين كل خبر وآخر يعود بالذاكرة كثيراً لأن معالم وجهه كانت تتغير كثيراً .. ولكنه كان يشركني بما يشعر ! كان يحكي لي تفاصيل الخبر وكأنه كان يرد على المقال بما يقوله لي !

وعندما كنت أذهب للقرية كنت أذهب لمشاهدة جدي في البستان وعندما كنت أقترب كنت أشاهده يحمل الفأس أو المعول ويعتني بالأشجار .. كنت أقول في نفسي أما آن لهذا الرجل الكهل أن يستريح ! فلماذا يعمل ويرهق نفسه مع أن هناك عمّال يقومون بهذه الأعمال ,, وعندما كنت أقترب كان يحتضنني ويخرج من جيبه حبّة خوخ أو دراق ويعطيني إياها ليسألني عن دراستي قبل أن يسألني عن أهلي !

كنت أشعر أن أبو يوسف وجدّي هما شخص واحد ولكن يختلف المكان الذي يوجد به كل منهما .. كنت أتأثر كثيراً بمدى الإصرار والكفاح الذي يملكه كل منهما .. كنت أقرأ في عيون كل منهما عمراً طويلاً ورحلة شاقة مع الحياة ,, وكنت أقول في نفسي أنني أريد أن أكون مثلهما وأن أمتلك تلك القوة التي لا تبددها السنين !


أحمد ,,
3-8-2011






  

✿~» ومضات من .. حكاية أيام الدراسة ! (2) »~✿



عندما كنت صغيراً كنت أحلم بأن أصبح صحفياً .. كان هذا حلماً غريباً لدى الكثيرين ,, لكن هكذا كنت أرى نفسي ! كنت أحب الكتابة لدرجة أنني كنت أتمنى أن يقرأ عدد كبير من الناس ما أكتب ! كنت أحب أن أكتب عن كل شئ .. كنت أطلق العنان لخيالي ليصل الى كلّ مكان .. كنت أحب الأفق وأريد أن أذهب الى جميع الأمكنة وأن أكتب شيئاً عنها هناك !


كنت عندما أقرأ الصحف أشعر أن لدي قدرة على الكتابة أكثر مما أقرأه ! كنت عندما أقرأ تقريراً عن مباراة أشعر أن التقرير لا يجب أن يكون هكذا ! لم أكن أعجب بالمانشيت التقليدي ولا الوصف السطحي ولا التحليل العادي ! كنت أكتب تقريراً آخر مثيراً أكثر على الأقل وكنت أرسمه من زاويتي أنا وكيفما أحسست به أنا !


كنت أحب العمل الصحفي وأتمنى أن أحترفه .. لكن القدر اختار لي طريقاً آخر بعيداً جداً عندما دخلت كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأردنية .. بعد أن أصبح هذا هو الاختيار الوحيد بعد نصائح الأهل والأقارب وبعد أن جعلوا لي الواقع مختلف عن الأحلام ! ولم يشجعني أحد حقيقه على دراسة الصحافة والإعلام رغم معرفتهم بمدى عشقي له !


عندما درست أدارة الأعمال تخصصت في مجال العلوم المالية والمصرفية .. ولكن في الجامعة تمنيت لو أنني درست تخصص اللغات لأني كنت أحب اللغات وعندما شاهدت أصدقاء لي يدرسون الجرافيكس تمنيت لو درست هذا التخصص لمحبتي للجرافيكس .. لم أكن أحب تخصصي ولم أكن أشعر أن هذا هو مكاني !


بعد أن تخرجت من الجامعة .. عوضت ذلك النقص لأني اشتركت في عدّة دورات في مجال اللغات وفي مجال الجرافيكس وغيرها .. ثم بعد سنتين وعندما حصلت على وظيفة في وزارة العدل الأردنية حصلت والحمد لله على بعثة للحصول على دبلوم عالي في " الحكومة الالكترونية " من الجامعة الأردنية أيضاً !


وبعد ذلك قررت الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال ولكن هذه المرّة في الجامعة الهاشمية وكان ذلك في الفترة المسائية بعد انتهاء الدوام .. والحمد لله أنني حصلت عليه في العام الماضي ! ولكن الآن وبعد أن أصبحت أعمل في محكمة تمنيت لو أنني درست القانون !


ربما تكمن المشكلة في الاختيار منذ البداية .. ولكن الخيرة فيما اختاره الله والحمد لله أنني تمكنت من إكمال دراستي ويبقى الحلم الآن هو الحصول على شهادة الدكتوراه ! ولكن يجدر الإشارة الى أنني أيقنت أن التخصص في مجال معين لا يعني نهاية الآمر فلا يمنع من دراسة تخصصات أخرى أو على الأقل القرآة فيها والاطلاع عليها .. وهذا ما فعلته !

أحمد ,,
12-8-2011


 















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق