حكايات الكالتشيو









حكايات الماضي والحاضر .. هي حكايات حدثت في الماضي ولا يزال أثرها باقٍ حتى الآن .. هي حكايات مرّ عليها زمنٌ طويل لكنها منذ بدأت لا تنتهي .. هي حكايات لا تموت وإن فارق الحياة الكثير من أبطالها .. هي حكايات من أرض الواقع وليست من نسج الخيال .. هي حكايات بدأت هناك في أيطاليا ومع تقاليد عريقة كهذه ظلّت دائماً محتفظة بكل أسرارها تماماً كما هي بطولة تدعى الكالتشو !!


لأن كل شئ في ايطاليا يصلح لأن يكون حكاية لوحده ! فهناك تكثر الحكايات بكل صخبها وشغفها وبكل ذلك الإرث الكروي العريق الممتد لسنوات طويلة ورسم تاريخياً حافلاً لكرة القدم الأيطاليه .. ولكن مهما تكثر الحكايات فأنه لا يمكن استثناء أحدٍ من دورٍ فيها ! فالجميع هنالك في ايطاليا يكتب ويقرأ تلك الحكايات .. الجميع هو الكاتب والبطل والمخرج في ذات الوقت وإلا فإننا لن نكون نتحدث عن حكاياتٍ ايطالية !


سنعود للماضي لنقرأ الحاضر .. ذلك الماضي كان مليئاً بتقاليد بلدٍ عشق الحكاية وليست أي حكاية هي كرة القدم في ايطاليا .. هي حكاية حياة قبل أن تكون حكاية لعبة ! نريد فقط أن نعود للماضي لنسرد بعض تلك الحكايات ونرى أثرها في الحاضر بعد تلك السنوات .. نريد أن نرى كيف بدأت وكيف هي الآن ! وسيكون لنا – بأذن الله – موعد شهري مع حكايات الماضي والحاضر !


 

حكاية حركة " رابونا " !



..



حركة " رابونا " هي أحدى أشهر الحركات في عالم كرة القدم واعتاد كثير من اللاعبين حول العالم على تنفيذها في المباريات .. وهذه الحركة هي بلا شك واحدة من أكثر اللقطات الفنية صعوبة في كرة القدم لكنها بالتأكيد واحدة من أكثر الحركات إثارة وروعه .. وتتم هذه الحركة عندما يقوم اللاعب بتثبيت أحدى القدمين على الأرض ثم ركل الكرة بالقدم الثانية من خلف القدم الثابتة !


ويقوم اللاعبين بتنفيذها إما من أجل الاستعراض وتمرير الكرة بشكل فني .. بينما هناك من ينفذها لتمرير الكرة بطريقة ملتفة .. كما أن هناك من ينفذها لخداع المدافعين أو لصعوبة ركل الكرة بالقدم الثابتة خاصة لمن يجيدون اللعب بإحدى القدمين أكثر من الأخرى .. فما هي حكاية حركة " رابونا " ؟ ومتى بدأت ؟ ومن هو مخترع هذه الحركة ؟ وما علاقتها بايطاليا ؟ كلً تلك الإجابات ستكون في حكاية حركة " رابونا "!


حكاياتنا هذه المرّة تعود الى السبيعنات ,, تلك الفترة التي شهدت تألق الأندية الايطالية على الصعيد الأوروبي وكان فيه الدوري الايطالي في أوجه .. كان هناك لاعباً ذو مهارات عالية اعتاد على تقديم لمحات فنية جميلة في المباريات رغم أنه لم يكن يلعب بفريق كبير ! كان هذا اللاعب يلقب بـ كوكو وكان أسمه جيوفاني روكوتيللي .. وكان يلعب مع فريق أسكولي الذي كان مميزاً في تلك الفترة !







جيوفاني روكوتيللي أمضى أجمل فترات حياته الرياضية مع فرق تورينو وكالياري واسكولي ولم يلعب في فريق كبير ولم يحقق حلم حياته باللعب لفريق اليوفي الذي أعلن لاحقاً أنه من محبيه رغم أنه لعب لفريق تورينو ! لكن كوكو كان له محبين كثر حتى من أنصار الفرق الأخرى لأن هذا اللاعب كان على خلقٍ عال وكان ممتعاً في طريقة لعبه حتى أنه كان يبتكر الكثير من الحركات الجميلة لذا أطلقت عليه الصحافة الأيطالية لقب " ساحر رابونا " !


كان هذا اللاعب قد ولد في مدينة باري في 14 مايو 1952 .. وبدء مشواره الاحترافي مع النادي المتواضع بارليتا في عام 1970 ثم لعب مع افيلينو وتورينو وكالياري حتى وصل لفريق اسكولي الذي قدّم أفضل مستوياته معه .. حيث أنه قدّم للعالم حركة " رابونا " الشهيرة التي أصبحت فيما بعد أحدى أشهر وأجمل الحركات في عالم كرة القدم وأصبح ينفذها أفضل لاعبي كرة القدم حول العالم !


والغريب أن هذه الحركة بدأت عن طريق الصدفة فقط ولم يكن جيوفاني روكوتيللي قد خطط لها أو تدرب عليها من قبل ! ففي مباراة اسكولي ومودينا التي أقيمت في 22-1-1978 تلقى روكوتيللي الكره على الجهة اليسرى وتقدم بها باتجاه مرمى مودينا وأراد أن يرفعها صوب منطقة الجزاء لكن قدمه اليسرى توقفت فوجد نفسه يضرب الكرة بقدمه اليمنى قبل أن تخرج الكرة من الملعب فوصلت الكره لزميله جياكومو الذي وضعها برأسه في الشباك !







فوجد اللاعبين يلتفون حوله ليقول له : " اوووه ماذا فعلت يا كوكو , ما هذا ؟ " فلم يجد إجابة لأنه نفسه كان مستغرباً من الطريقة التي لعب بها الكرة ! لكنه أصبح بعدها يتدرب على هذه الحركة وأصبح ينفذها في المباريات .. وأصبحت تلك الحركة حديث الناس حتى أصبحت معروفة ومنتشرة في جميع أرجاء ايطاليا ! وأصبح يطلق عليها فيما بعد حركة " رابونا " وتعني باللغة القشتالية " رد الفعل " !


رغم أنه تم الحديث عن أن هناك لاعب أرجنتيني يدعى ريكاردو إنفانتي قام بحركة مشابهة في عام 1948 في مباراة استوديانتس وروزاريو سنترال لكنها كانت مختلفة ! لأنه كان يستخدمها للمراوغة وليس لتمرير الكرة ! حيث انه وقتها أوقف الكره بقدمه اليسرى ثم عاد وأخذها بالقدم اليمنى ليراوغ المدافع ثم سدد الكرة من مسافة بعيدة وأحرز هدفاً رائعاً .. لكن حركته تلك لم تكن مثل حركة " رابونا " التي عرفها العالم !


حركة " رابونا " أصبحت تنال شهرة متزايدة في العالم .. حتى أن الأسطورة بيليه عندما أتى بزيارة لايطاليا في نهاية السبعينات شاهد تلك الحركة وقال : " أعرف أن هناك لاعب ايطالي فعل هذه الحركة ، وهو رجل ذو شارب ، لقد تحدثت إليه وقلت له بأنني سأقوم بتنفيذها " وهذا ما أسعد جيوفاني روكوتيللي الذي كان من عشاق الاسطورة بيليه وكان فخوراً أن لاعباً بقيمة بيليه سيقوم بتقليد حركته الشهيرة !







بعدها وفي بداية الثمانينات أصبحت تلك الحركة مشهورة في العالم خاصة مع ظهور جهاز التلفاز وكذلك لأن أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا أصبحت ينفذها كثيراً في المباريات .. حتى أن معظم الناس - باستثناء الايطاليين - كانوا يعتقدون أن مارادونا هو مخترع تلك الحركة ! ولم يكونوا يعلمون أن هنالك لاعب ايطالي يدعى جيوفاني روكوتيللي هو من أخترعها ونفذها بسنوات عدّة قبل مارادونا !


لكن دييغو كان ولا زال أفضل وأجمل من نفذّها .. ربما لأن كل شئ من قدم دييغو كان ساحراً .. ولكن لا بد من القول أن شهرة هذه الحركة وروعتها كانت بسبب مارادونا لأن العالم الذي أنبهر بسحر دييغو أحب كثيراً تلك الحركة بسبب دييغو ! حتى أصبح أفضل لاعبي العالم يقومون بتنفيذها مثل خوليت وباجيو وريفالدو ورونالدينيو وكريستيانو وغيرهم الكثير الذي لا زالوا حتى الأن يستمتعون بحركة " رابونا "!


وجيوفاني روكوتيللي وبعد كلّ تلك السنوات وبعد تلك الشهرة الفائقة لحركة " رابونا " نجده الآن يعمل في سردينيا حيث قام بإنشاء مدرسة لكرة القدم في سانت هيلين تضم أكثر 170 طفلاً ناشئاً .. ويحاول أن يعلمهم فنون كرة القدم والمهارات الأساسية وإن كان مُصراً على أن أفضل مكان للعب كرة القدم للأطفال هو في الشوارع كما كان يفعل عندما كان صبياً ! لكنه يبقى فخوراً وسعيداً كلما شاهد لاعب يقوم بحركته " رابونا " !







وعند الحديث عن أجمل لقطات " رابونا " في المواسم الأخيرة في الكالتشو فأنها كانت من البرتو اكويلاني في موسم 2006 -2007 في السان سيرو بميلان عندما كانت النتيجة التعادل بين الفريقين ولكن في الدقيقة (82) وصلت الكرة لاكويلاني أمام منطقة جزاء الميلان فمررها بحركة " رابونا " رائعة لمانسيني على الجناح الأيسر فرفعها مانسيني ليقابلها توتي ويضعها في الشباك بطريقة رائعة !


رغم أن الملك توتي كان قد أحرز الهدف الأول بطريقة مقصية ساحرة إلا أن الهدف الثاني أخذ صدى أكبر بكثير من الأول بسبب رابونا أكويلاني ! لذا فأنه عندما ترك اكويلاني روما ليرحل الى ليفربول .. وعند سؤال توتي عن أجمل اللحظات التي قضاها مع أكويلاني قال بأن حركة " رابونا " التي قام بها أكويلاني في مباراة ميلان في السان سيرو كانت أجمل الذكريات مع أكويلاني على الصعيد الرياضي !


حكاية حركة " رابونا " هي حكاية بدأت من أيطاليا في عام 1978 وستبقى مستمرة طالما هناك من يلعب كرة القدم ! حكاية حركة " رابونا " هي حكاية ايطالية بحته يجهل الكثيرون منشأها ! لكن كما يستمتع بها كل من ينفذّها أو يشاهدها فأنه يجب أن يعرف الجميع أنها نابعة من تراث كرة القدم الأيطالية ,, وفي تراث كرة القدم الأيطالية أجمل وأروع الحكايات .. فـ الى لقاءٍ قريب مع حكاية أخرى من حكايات الماضي والحاضر !!


http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=YWNdHKqeVj8#at=85

أجمل لقطات رابونا




===========================










حكايات الماضي والحاضر .. هي حكايات حدثت في الماضي ولا يزال أثرها باقٍ حتى الآن .. هي حكايات مرّ عليها زمنٌ طويل لكنها منذ بدأت لا تنتهي .. هي حكايات لا تموت وإن فارق الحياة الكثير من أبطالها .. هي حكايات من أرض الواقع وليست من نسج الخيال .. هي حكايات بدأت هناك في أيطاليا ومع تقاليد عريقة كهذه ظلّت دائماً محتفظة بكل أسرارها تماماً كما هي بطولة تدعى الكالتشو !!


لأن كل شئ في ايطاليا يصلح لأن يكون حكاية لوحده ! فهناك تكثر الحكايات بكل صخبها وشغفها وبكل ذلك الإرث الكروي العريق الممتد لسنوات طويلة ورسم تاريخياً حافلاً لكرة القدم الأيطاليه .. ولكن مهما تكثر الحكايات فأنه لا يمكن استثناء أحدٍ من دورٍ فيها ! فالجميع هنالك في ايطاليا يكتب ويقرأ تلك الحكايات .. الجميع هو الكاتب والبطل والمخرج في ذات الوقت وإلا فإننا لن نكون نتحدث عن حكاياتٍ ايطالية !


سنعود للماضي لنقرأ الحاضر .. ذلك الماضي كان مليئاً بتقاليد بلدٍ عشق الحكاية وليست أي حكاية هي كرة القدم في ايطاليا .. هي حكاية حياة قبل أن تكون حكاية لعبة ! نريد فقط أن نعود للماضي لنسرد بعض تلك الحكايات ونرى أثرها في الحاضر بعد تلك السنوات .. نريد أن نرى كيف بدأت وكيف هي الآن ! وسيكون لنا – بأذن الله – موعد شهري مع حكايات الماضي والحاضر !


حكاية ماسح الأحذية " sciuscià " !






حكاية ماسح الأحذية " sciuscià " هي حكاية من وحي السينما الايطالية وكرة القدم الايطالية في ذات الوقت ! لأن أحد كلاسيكيات السينما الايطالية وهو الفيلم الشهير sciuscià والتي تعني " ماسح الأحذية " .. أصبح لقباً لواحد من المع نجوم الأنتر والكرة الايطالية في التسعينات .. كان ذلك عندما قرر ذلك اللاعب أن يتقمّص شخصية ماسح الأحذية تعبيراً عن فرحته بأحد أهداف فريقه .. لتصبح تلك الحركة حكاية أخرى من حكايات كرة القدم الايطالية !


فيلم " sciuscià " ماسح الأحذية يبقى أحد أفضل ما قدمت السينما الايطالية في تاريخها عبر المخرج الايطالي الراحل الشهير " فيتوريو دي سيكا " الذي قدّم فيلم " sciuscià " ماسح الأحذية عام 1946 .. هذا الفيلم الذي عمّر طويلاً في ذاكرة الايطاليين والذي كان يجسد مأساة العديد من الأطفال الأيتام في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية في ايطاليا .. والذين كانوا ينتظرون العساكر على الطرقات لتلميع أحذيتهم مقابل نقود قليلة !


كان ذلك الفيلم يروي حكاية الأخوين الصغيرين باسكوالي وجوزيبي .. وهما يتيمين الأب وكانا يعملان في مسح الأحذية لإعالة والدتهما المريضة .. لكنهما ما لبثنا أن دخلا السجن بعد أن التقيا بعرّافة قادتهما للسرقة ليشتريا حصان كانا يحلمان بامتلاكه .. وفي السجن تعرف الصبيان على أشخاص ساعداهما على الفرار من السجن .. لكن النهاية تكون مأساوية عندما يموت الشقيق الأصغر بعد ملاحقة الشرطة لهما بعد الهرب !







ومن وحي فيلم " sciuscià " ماسح الأحذية قدّمت كرة القدم الأيطالية عملاً لا يقل أهمية وروعة عبر " ماسح الأحذية " النجم الايطالي السابق فرانشيسكو موريرو الذي أعاد قصة ماسح الأحذية عندما قام بحركة مسح حذاء الظاهرة رونالدو ! كان ذلك في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 98 في المباراة التي جمعت الأنتر ولاتسيو وأنتهت بفوز كبير للأنتر على لاتسيو بثلاثية نظيفة في منتهى الروعة !


فعندما سجل الظاهرة رونالدو الهدف الثالث للانتر بعد مراوغة ساحرة للحارس الايطالي الكبير ماركجياني .. تلك المراوغة التي كانت تسحر الملايين وألقت بماركجياني على الأرض أعجبت زميل رونالدو في الأنتر النجم الأيطالي فرانشيسكو موريرو الذي أسرع نحو رونالدو وجلس على ركبته وطلب من رونالدو أن يضع قدمه على ركبته .. ثم قام موريرو بحركة ماسح الأحذية لحذاء الظاهرة رونالدو !


أصبحت تلك الحركة ذات شهرة كبيرة .. وأصبح موريرو يفعلها كلما سجل الظاهرة أهدافاً .. وكذلك أصبح زملاء موريرو في الأنتر يفعلوها له كلما سجّل مويرور أيضاً أهدافاً .. كان ذلك الفريق أحد أفضل الفرق التي مثّلت الأنتر عبر تاريخه .. مع نجوم من قيمة رونالدو وزامورانو وجوركاييف وزانيتي وريكوبا وسيميوني وتاريبو وست وباليوكا .. وكذلك بالطبع فرانشيسكو موريرو !







وبعد أن شاهد الراحل فاكيتي تلك الحركة أطلق على موريرو لقب " sciuscià " ماسح الأحذية وقال أن موريرو عاد ليذكرنا بفيلم sciuscià " ماسح الأحذية " عندما قام بتلك الحركة .. ولكن هذه المرّة عند الفرح بتسجيل الأهداف وليس على جنبات الطرق في روما ونابولي .. هذة المرّة هي حركة للاحتفال في المباريات وليس عملاً شاقاً ومهيناً على الطرقات ,, وإن كانت الدراما حاضرة في كلتا الحالتين !


أصبح موريرو يلقب بـِ " sciuscià " ماسح الأحذية بعد أن لقّبه به الراحل فاكيتي وأصبح هذا اللقب ملتصقاً به حتى الأن ! وأصبحت تلك الحركة ذات شهرة عالمية وأصبح اللاعبون يفعلونها كثيراً وفي مختلف البطولات .. فعند الأحتفال بالأهداف أذا جلس لاعب على ركبته كان المشاهدون يعرفون أنه سيقوم بحركة تلميع الحذاء لزميله وذلك من شدّة الفرحة بالهدف وكذلك كناية عن علو كعب مسجل الهدف !


كان موريرو لاعباً بارعاً على اليمين وكان يعُرف بتمريراته ورفعاته الدقيقة .. كان سريعاً وماهراً وقوياً .. وكان كذلك مبدعاً في ألعاب الهواء وسجل الكثير من الأهداف بحركات مقصية رائعة لا زالت عالقة في أذهان مشجعي الأنتر حتى الأن ! فلم يكن موريرو فقط مميزاً بحركة " sciuscià " ماسح الأحذية فقط .. بل كان نجماً كبيراً شق طريقه للمنتخب الايطالي بعد إبداعه مع فريقه الأنتر !







كان صديقاً مٌقرباً للظاهرة وكان لا ينفك عن أبداء الإعجاب بمهارات الساحر البرازيلي .. لذلك فأنه قال أنه عندما شاهد الأداء الرائع لرونالدو خطر في باله أن يحتفل بتلك الطريقة .. رغم أنه قام بها كذلك لنجم الاوروغواي الشهير الفارو ريكوبا في الدوري ضد بريشيا وقيل أنها سبقت حركة رونالدو ! لكن حركة مسح الحذاء لرونالدو كانت الأشهر لأنها كانت في مناسبة كبيرة في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي وأمام ملايين المشاهدين حول العالم !


لكن موريرو وبعد ثلاث سنوات رائعة مع الأنتر الذي كان يضم أسماء كبيرة كان يصعب على موريرو منافستها وبعد أن لعب للإنتر 56 مباراة وسجل 6 أهداف .. غادر الى نابولي لكنه لم يستمر معه طويلاً بسبب الاصابة لأنه أضطر وفي عمر الواحد والثلاثين من عمره فقط على اعتزال كرة القدم التي بدأها مع فريق مدينته ليتشي ومنه الى كالياري لكن شهرته كانت مع فريق العاصمة روما الذي لعب له ثلاث سنوات قبل أن يمر بالانتر وينهي مسيرته في نابولي !


ولكن بعد أن أنتهى مشواره الرائع مع عالم كرة القدم .. واذ بماسح الأحذية يدخل عالم الجريمة عندما تم وضعه تحت الإقامة الجبرية بسبب الاتجار غير المشروع بالسيارات الفاخرة ! لكنه وكالعادة في ايطاليا قال بأنه بريء وأنه لم يكن يعلم بالممارسات الخاطئة للشركة التي كان يعمل بها ! وعندها قرر أن يترك عالم التجارة ويعود لكرة القدم من جديد لذلك حصل على رخصة في التدريب !







ولكن المشاكل لم تفارقه أبداً فمن جلسات المحاكم الى مشاكل مع زوجته إميليا التي انفصلت عنه .. لذلك عاش ماسح الأحذية أوقاتاً عصيبة ولم يجد من يقف بجانبه ولم يجد عملاً مناسباً في ايطاليا فقرر أن يترك أيطاليا وأن يذهب لبلدٍ أخر عله يجد فيه ما فقده في بلاده .. وأستطاع عبر أصدقاء له ومدراء أعمال من الحصول على عقد في أفريقيا ليصبح مدرباً لفريق افريكا سبورتس العاجي !


لكن تجربته لم تستمر طويلاً مع الفريق العاجي لأنه ببساطة لا يتحدث اللغة الفرنسية هكذا قالوا له عندما أرادوا إنهاء التعاقد معه .. لذلك عاد ماسح الأحذية أدراجه إلى ايطاليا من جديد مجبراً بعد عانى كثيراً في القارة السمراء .. عاد ولم يكن أمامه سوى أن يكون مدرباً من جديد لأن كرة القدم هي الشئ الوحيد الذي كان يسعف موريرو دائماً .. لذلك بدأ في البحث عن فرصة لتدريب أحد الأندية مهما كانت الدرجة التي يلعب بها !


وفي ايطاليا درب موريرو فرق لانسيانو وكروتوني وفروزينوني وغروسيتو في الدرجات الدنيا .. لكنه لم يمكث مع أياً منها أكثر من موسم واحد فقط ! لذلك لا يمكن وصف أياً من هذه التجارب بأنها ناجحة ! وهو حالياً عاطل عن العمل بعد أن رفض مدرب فريق ليتشي السيد دي كانيو أن ينضم موريرو للطاقم الفني في فريق ليتشي عندما عرض عليه رئيس النادي سيميراو ذلك !








ورغم احلام موريرو بتدريب روما أو نابولي .. الا أنه من الواضح أنه لم ينجح في عالم التدريب لأنه حاول فقط تقليد المدرب الايطالي الشهير كارلو مازون والذي كان مدربه في كالياري وروما ويعتبره موريرو الأب الروحي له .. ولكن ذلك وحده ليس كافياً بالطبع ! الا أن موريرو سيبقى يعيش على ذكرياته الرائعة عندما كان لاعباً كبيراً ليستطيع الحصول على وظيفة في أحد الأندية ليعيش منها !


وتبقى حكاية " sciuscià " ماسح الأحذية هي أجمل ذكريات موريرو في عالم كرة القدم ومن المستحيل أن ينساها الجميع في ايطاليا حتى لو نسوا موريرو نفسه ! لأن تلك الحركة الاحتفالية أجتاحت العالم حتى وإن كان الكثيرون لا يعرفون أسمها أو من هو صاحبها ! فالايطاليون فقط أن يعرفون أنها " sciuscià " موريرو .. بينما باقي العالم يسمونها حركة " shoe shine " ولكن يجب ان يعرف الجميع أنها " sciuscià " موريرو !


حكاية " sciuscià " ماسح الأحذية هي حكاية احتفالية بدأت من ايطاليا في عام 1998 وستبقى مستمرة طالما هناك من يحتفل بالأهداف في كرة القدم ! حكاية " sciuscià " ماسح الأحذية هي حكاية ايطالية بحته ونابعة من تراث كرة القدم الأيطالية ,, وفي تراث كرة القدم الأيطالية أجمل وأروع الحكايات .. فـ الى لقاءٍ قريب مع حكاية أخرى من حكايات الماضي والحاضر !!






=======================










حكايات الماضي والحاضر .. هي حكايات حدثت في الماضي ولا يزال أثرها باقٍ حتى الآن .. هي حكايات مرّ عليها زمنٌ طويل لكنها منذ بدأت لا تنتهي .. هي حكايات لا تموت وإن فارق الحياة الكثير من أبطالها .. هي حكايات من أرض الواقع وليست من نسج الخيال .. هي حكايات بدأت هناك في أيطاليا ومع تقاليد عريقة كهذه ظلّت دائماً محتفظة بكل أسرارها تماماً كما هي بطولة تدعى الكالتشو !!


لأن كل شئ في ايطاليا يصلح لأن يكون حكاية لوحده ! فهناك تكثر الحكايات بكل صخبها وشغفها وبكل ذلك الإرث الكروي العريق الممتد لسنوات طويلة ورسم تاريخياً حافلاً لكرة القدم الأيطاليه .. ولكن مهما تكثر الحكايات فأنه لا يمكن استثناء أحدٍ من دورٍ فيها ! فالجميع هنالك في ايطاليا يكتب ويقرأ تلك الحكايات .. الجميع هو الكاتب والبطل والمخرج في ذات الوقت وإلا فإننا لن نكون نتحدث عن حكاياتٍ ايطالية !


سنعود للماضي لنقرأ الحاضر .. ذلك الماضي كان مليئاً بتقاليد بلدٍ عشق الحكاية وليست أي حكاية هي كرة القدم في ايطاليا .. هي حكاية حياة قبل أن تكون حكاية لعبة ! نريد فقط أن نعود للماضي لنسرد بعض تلك الحكايات ونرى أثرها في الحاضر بعد تلك السنوات .. نريد أن نرى كيف بدأت وكيف هي الآن ! وسيكون لنا – بأذن الله – موعد شهري مع حكايات الماضي والحاضر !


حكاية الثلاثين عام التي تشوهت في أيام !





هي حكاية النجم الأيطالي السابق بيبي سينيوري .. حكاية كانت تبدو في غاية الروعة حتى وقتٍ قريب .. لكن شيئاً ما جعل منها حكاية حزينة ومؤلمة لنجم كبير صنع أمجاداً لا تنسى في تاريخ الكالتشو .. لأن مسيرته التي استمرت ثلاثين عاماً في كرة القدم الايطالية .. تشوهت في أسبوعين فقط بعد أن ألقي القبض عليه لاشتراكه في فضيحة التلاعب في نتائج مباريات كرة القدم في إيطاليا !


لكنه قال والدموع تغمر عينيه أنه بريء من هذه التهمة التي يعد هو المتهم الرئيسي فيها .. حيث قال : " أحب المراهنات .. لكن دائما بصورة قانونية .. لست طرفاً في عصابة إجرامية " .. وأضاف : " كُتبت أشياء كثيرة غير صحيحة عني .. لقد كانت مذبحة إعلامية .. في أيام قليلة مسحوا أعواما طويلة من تاريخي .. لقد دمّروا مسيرة ثلاثين عاما في أسبوعين .. على شخص ما أن يعيدها لي " !


فمن هو هذا الشخص الذي عليه أن يعيدها لسنيوري ؟ بل كيف من الممكن أن تُعاد ؟ ذلك السؤال يبدو أنه من المستحيل الإجابة عليه الأن .. ويبدو بأنه لا أحد بإمكانه أن يعيد وهج تلك السنين لسنيوري .. الذي كان يبكي من أجل تلك المسيرة لا من أجل تلك التهمة ! لأن تلك المسيرة احتاجت لسنوات طويلة من العمل والكفاح والإبداع لتُبنى .. لكنها لم تحتج إلا لأيام لتدمر وتشوه بسبب تلك التهمة !







تلك الحكاية التي أصبحت مؤلمة والمسيرة التي أصبحت مدمرة بدأت قبل ثلاثين عاماً من الأن .. عندما كان الشاب سينيوري يلعب الكرة في لومباردا أحد ضواحي برجوما في بولونيا .. من هناك بدأت الحكاية حيث لعب لفريق البينو ليفي للهواة ثم أنضم لفريق بياتشنزا واعير منه الى تورينتو وجميعها كانت تلعب في الدرجة الثالثة .. ثم عاد بعد ذلك لفريقه السابق بياتشنزا الذي صعد معه للدرجة الثانية !


وكان لا بد لمهاجم بقدرات سينوري أن يلفت أنظار مدرب بحجم المدرب التشيكي زيندك زيمان الذي أصبح عرّاباً مسيرة بيبي سينيوري فيما بعد ! كان ذلك عندما شاهده زيمان وأيقن أن هذا الفتى لديه ما يكفي ليكون نجم المستقبل في ايطاليا .. كان زيمان يدرب فريق فوجيا في الدرجة الثانية وعندما ضم سنيوري للفريق صعد معه للدرجة الأولى وهو الحلم الذي تحول إلى حقيقة بعد موسمين من انضمام سينيوري !


كان موسم 1991-1992 هو أول موسم لسينيوري في الدرجة الأولى مع فوجيا لكنه كان الأخير له مع الفريق لأن رئيس لاتسيو وقتها كرانيوتي أنبهر بأدائه وأراده أن يكون بديل المهاجم روبن سوزا في الفريق البيانكوتشيلستي .. ومع لاتسيو تفجر سينيوري إبداعاً لا يصدق عندما أحرز لقب هداف الدوري الايطالي في أول موسم له مع الفريق .. ولم يكتفِ بذلك بل عاد وحقق هذا اللقب مرتين أيضاً !







قضى سنيوري أجمل محطات مسيرته في لاتسيو صحبة المدرب الكبير زيمان الذي عندما رحل عن لاتسيو وجاء بدلاً منه المدرب السويدي اريكسون بدأت حكاية سينيوري مع لاتسيو توشك على النهاية .. خاصة بعد قدوم مهاجمين كبار للفريق أمثال مانشيني وبوكسيتش وكازيراغي .. وأصبح سينيوري رهين مقعد الاحتياط وذلك شئ لم يكن قد اعتاد عليه ليقرر الرحيل صوب سامبدوريا مُعاراً من لاتسيو !


لكنه أراد بعدها الذهاب لبولونيا فريق مدينته والذي كان يلعب فيه صديقه روبرتو باجيو الذي انتقل مع بداية الموسم للانتر .. لكن ذلك لم يمنع سينيوري من ارتداء القميص الذي طالما أحبه .. ومع بولونيا استعاد سينيوري القه وقدّم مواسم رائعة انتهت على وقع الإصابات الكثيرة .. ليغادر هذه المرّة ولكن لخارج ايطاليا عندما لعب لفترات قصيرة لفريق إيراكليس اليوناني وفريق سوبرون المجري !


وكان سينيوري قد سجل 188 هدفاً في الدوري الايطالي .. لكنه على الصعيد الدولي سجل 7 أهداف في 28 مباراة مع المنتخب الايطالي وهو رقم قليل جداً لهداف الدوري الايطالي ثلاث مرات ! وكانت بطولة كأس العالم 94 في أمريكا هي البطولة الكبرى الوحيدة التي شارك فيها سينيوري .. لكنه قدّم أداءاً رائعاً مع نجم ذلك الوقت روبرتو باجيو والذي قاد ايطاليا للنهائي الذي خسرته بركلات الترجيح أمام البرازيل !







ولذلك كان يبدو أن سينيوري ظلم كثيراً في المنتخب الايطالي .. لأنه من غير المعقول أن لا يُمنح هداف الدوري الايطالي في ثلاث مناسبات الفرصة الكافية لارتداء قميص المنتخب الايطالي .. لكنه يعترف بأن التنافس في جيله كان قوياً في المنتخب الوطني بوجود أسماء مثل باجيو وفيالي ورافانيللي ثم مانشيني وزولا وكازيراجي .. وجميعهم باستثناء باجيو لم تسنح لهم الفرصة الكافية للعب في المنتخب الايطالي !


وبعد نهاية مشواره الكروي الحافل بدأ مشواره كمعلق رياضي في قناة ( RaiUno ) حيث كان يتولي تحليل المباريات ثم أصبح معلقاً على المباريات وخاصة مباريات المنتخب الايطالي في كأس العالم في المانيا عام 2006 .. ثم في عام 2008 أصبح يعمل مستشاراً ومراقباً لدوري الدرجات الدنيا في ايطاليا .. وفي عام 2010 عاد ليعمل معلقاً على مباريات الدوري الايطالي ولكن هذه المرّة في قناة ( ميدياست بريميوم ) !


وفي يوم 1 يونيو من هذا العام ألقت الشرطة الايطالية القبض على سينيوري بتهمة التلاعب في نتائج مباريات كرة القدم في إيطاليا .. ووضعته تحت الإقامة الجبرية لحين التحقيق معه .. ومن جانبه ذكر الاتحاد الإيطالي في بيان أن سنيوري أوقف لمدة خمسة أعوام عن ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم .. وهي نفس العقوبة التي فرضت على تسعة أشخاص آخرين متهمين في نفس القضية !







وفي 20 يونيو الماضي عقد سنيوري مؤتمراً صحفياً لتوضيح ملابسات تورطه في فضيحة المراهنات .. حيث أقسم والدموع تنهمر من عينيه أنه بريء من هذه التهمة وأنه لم يفعل أي شئ غير قانوني .. حيث قال : " في 50 ألف مكالمة لا توجد مكالمة لي .. أنا لم أشترك مع هؤلاء الأشخاص وهناك من أراد أن يجعلني معهم " وأضاف : " أشكر الناس الذين بقوا بالقرب مني المحامين وعائلتي وكذلك المشجعين " !


ولكن سينيوري قال : " يوم 15 مارس هو اليوم الملعون .. قام محاسبان يعملان معي بدعوتي للقاء شخصين مجهولين عرضا علي المشاركة في مراهنات غير قانونية لكنني رفضت .. طلبوا مني استثمار أموال لكني رفضت لأنه لا يمكن للاعبي الدوري الايطالي المشاركة في المراهنات .. حيث طلبوا مني أن أكون ضامناً لهم لكنني رفضت ذلك .. ولم أتلقى منهم أي شيكات أو نقود ولم أعطهم أي شيء .. أقول هذا بكل ثقة " !


وأضاف : " ربما كان خطأي أنني حضرت ذلك اللقاء من الأساس .. هذا كل شيء وأملك ثقة في العدالة ولدي جميع الحقائق التي تثبت ذلك " .. لكنه كان يبدو متأثراً وكان يشعر أن هنالك من حاول إقحامه في هذه القضية لأنه أنهى حديثه بكلمات مؤثرة عندما قال : " في أيام قليلة دمّروا أعواما طويلة من تاريخي .. لقد دمّروا مسيرة ثلاثين عاما في أسبوعين .. على شخص ما أن يعيدها لي " !







ربما يبدو أنه ما من أحد قادر على تبرئة سينوري أو أدانته الأن .. فإذا كان الكثيرون في ايطاليا قد نصّب نفسه قاضياً وأصدر الأحكام بحق سينيوري والمتهمين معه في القضية .. خاصة الصحافة الايطالية التي كتبت الكثير حول سينيوري واسائت كثيراً لتاريخه الحافل مع كرة القدم الايطالية .. فإنه ليس من العدل أن ندين سينيوري قبل أن يدينه القضاء .. فسنيوري بريء حتى تثبت إدانته !


وكما أدان الكثيرون سينيوري فأنه يبقى بعيون الآخرين بريئاً لأن دموعه المؤثرة تعطي انطباعاً عن أنه كان بريئاً فعلاً ! تلك الدموع التي جسدت مشوار طويل ومسيرة رائعة مع كرة القدم .. لكنها توقفت بعد تلك التهمة المشينة ! بكى سينيوري في مشهد معتاد في ايطاليا .. بكى تلك المسيرة الرائعة التي تشوهت أمام عينيه .. طالباً أن يعيدها أحد ما أليه , ولكن من يقدر أن يعيد لسينيوري ما فقده ؟


لكن ما من شك أن حكاية هذا النجم أصبحت مؤلمة بعد أن أصبحت مسيرته الطويلة مشوهه .. فبعد أن كان نجماً كبيراً في الماضي أصبح الآن متهماً وربما غداً قد نراه خلف القضبان .. ولكننا سنبقى نتسائل عن براءة سينيوري من عدمها .. وعن من أراد إقحام أسمه في هذه القضية .. وعن من يمكنه أن يعيد لسينيوري ما فقده .. وعن أسئلة كثيرة لا إجابات لها .. فهكذا هي الحكايات في ايطاليا ,, غامضة !





============================








" حياة الرياضي بعد الاعتزال هي الأطول مقارنة بحياته في الملاعب " ! هذا ما قالته ذات يوم نجمة التنس الامريكية السابقة كريس إيفرت .. لذا كان يقُال دائماً أن حياة اللاعب في الملاعب قصيرة جداً وعليه أن يستغلها ليقدم أفضل ما عنده .. ولكن هذا للأسف لا يحدث عند الكثير من اللاعبين – خاصة البرازيليين في أوروبا – الذين يضيعون موهبتهم بممارسات خاطئة خارج الملاعب !


ولكن أحياناً تضيع موهبة اللاعب وينخفض مستواه نتيجة بعض المشاكل غير الرياضية والتي تؤثر على مستواه .. وتجعله شارد الذهن خائر القوى وبعيد عن أجواء المنافسة ,, وربما يصل الأمر الى ظهور علامات العنف والغضب على أداء اللاعب أيضاً .. وهذا ما حدث مع لاعب من طينة دانييلي دي روسي الذي ضاعت موهبته وانخفض مستواه بشدة عندما وضع القدر في طريقه أمراه تدعى تمارا بيسنولي !


هذا اللاعب الذي شارك مع الفريق الأول لروما وهو في عمر 18 سنة فقط .. وكانت أول مباراة له مع الفريق الأول في 30 أكتوبر 2001 في دوري أبطال أوروبا في المباراة التي جمعت روما واندرلخت البلجيكي .. وبعد أن قاد المنتخب الايطالي تحت 21 سنة للقب الأوروبي .. قيل أن هذا اللاعب سيكون الأفضل في مركزه في العالم بلا شك .. وأصبح الجميع ينضر لهذا اللاعب على أنه نجم المستقبل لكرة القدم الأيطالية !







بقي مستوى دي روسي يتطور مع الوقت لغاية عام 2004 وهو العام الذي تعرّف فيه على زوجته السابقة تمارا بيسنولي .. وهنا بدأ منحنى دي روسي ينزل للأسفل بسبب المشاكل والأحداث التي رافقت هذه العلاقة وبدأت تؤثر بشكل كبير على أدائه في الملعب .. لكن رغم كل شئ لم يكن دي روسي يرى الا تمارا بيسنولي .. وهي راقصة ومذيعة في برنامج تلفزيوني على قناة ميدياست .. هذه المرأة بكل بساطة هي التي دمّرت حياة دانييلي دي روسي ..!


بدأت حكاية دي روسي وتمارا بيسنولي في عام 2004 عندما التقيا في أحد البرامج التلفزيونية على قناة ميديا سات وتطورت علاقتهما فيما بعد عندما أصبحت تمارا بيسنولي ترافق دي روسي وتحضر مبارياته في الملعب .. وقبل كأس العالم 2006 في ألمانيا وفي 18 مايو 2006 تزوج دي روسي وتمارا بيسنولي .. وكان دي روسي قد أنجب منها ابنته غايا التي ولدت في 16 يوليو 2005 !


هذا الزواج لم يلقى قبول عائلة دي روسي التي كانت ترفض هذا الزواج نظراً للحياة الصاخبة والمشاكل الكثيرة التي كانت تحيط بتمارا بيسنولي وكذلك الشائعات التي تدور حول والدها وانضمامه لعصابات الجريمة في ايطاليا ! وكان والد دانييلي دي روسي وهو لاعب فريق روما السابق والمدرب الحالي لفريق الناشئين في روما البرتو دي روسي معارضاً لهذا الزواج .. لكي دانييلي أصر عليه ليرضخ الأب في النهاية مجبراً على احترام إرادة أبنه !







وبعد الزواج بدأ مستوى دانييلي دي روسي الرياضي ينخفض شيئاً فشيئاً خاصة مع الأحاديث التي كانت تتناول سلوك زوجته تمارا بيسنولي وعلاقاتها الكثيرة .. وكذلك سمعة والدها ماسيمليانو بيسنولي الذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال من عصابات منظمة .. قيل أنه كان أحد أفرادها وكان يشاركهم السرقة والسطو وأنه أنشق عنهم لذا حاولوا تصفيته أكثر من مرة .. لكن تمارا كانت تكذَب هذه الأحاديث وترفض أي دور لوالدها في هذه الأحداث !


وفي 14 أغسطس 2008 عُثر على جثة والد زوجة دي روسي تمارا وهو ماسيمليانو بيسنولي مقتولاً .. وكانت الجثة مُلقاة على طريق ترابي بالقرب ابريليا وهي بلدة على مسافة 30 كيلو متراً جنوب روما وكانت ملامحه مشوهه وتبين أنه تعرض لطلقة نارية في الوجة .. وبعدها تبين أن الجاني هو غابرييل بيراس وهو المتورط بعدة جرائم قتل قبلها وهو احد أفراد عصابة كبيرة تمارس السرقة والسطو وتجارة المخدرات فحكم عليه بالسجن مدى الحياة !


لكن دانييلي دي روسي بقي مع زوجته في هذه الأحداث والتي رافقت الاستعدادات لبداية الموسم .. حتى أنه رفض الذهاب مع الفريق الى لندن استعداداً للموسم الجديد بسبب حضور مراسم الدفن .. وهذا ما أثار غضب مدرب الفريق وقتها لوشيانو سباليتي الذي أرغم دي روسي على السفر .. وبقي لا يتحدث مع دانييلي لعدة شهور ! فظهر جلياً انخفاض مستوى دي روسي وأستغرب لاعبوا الفريق كيف يبقى المدرب واللاعب لا يتحدثان سويه طوال هذا الوقت !







لكن كلَ ذلك لم يشفع لدي روسي لأن زوجته تمارا بيسنولي قررت بعدها بشهور فقط أن تنفصل عنه بعد ثلاث سنوات من الزواج .. ليحدث الانفصال في عام 2009 دون أن يعلم دي روسي الأسباب التي دفعت تمارا بيسنولي لذلك وأكتفت بالقول أنه بسبب ظروفها النفسية .. لكن ما حطّم قلب دانييلي دي روسي هو أن تمارا بيسنولي لم تنفصل عنه لظروفها النفسية كما أدعت ولكنها تركته لتذهب لرجل آخر وهو الملاكم الأيطالي ماسيمو مانفريدو !


وهنا ظهر خداع تمارا بيسنولي لدي روسي طوال ذلك الوقت ولكنه لم يكن يصدق أحداً إلا قلبه الذي طُعِنَ في النهاية بسكينها ! وهو ما جعل دي روسي يعيش ظروفاً نفسية صعبة خاصة أنه بقي يحب تمارا بيسنولي رغم كل ما فعلت به ! كما أنها أبعدت عنه أبنته غايا التي كان متعلقاً بها والتي ذهبت للعيش مع والدتها .. فتحطم كل شئ فجأة في حياة دي روسي وأكتشف أخيراً الحقيقة المؤلمة .. حقيقة تمارا بيسنولي !


لكن دي روسي حاول أن ينساها وأن يرتبط بأخريات ولكنه أعترف لمقربون أنه لا زال يحب تمارا بيسنولي .. التي بقي طيفها يلاحقه أينما ذهب حتى أن أنصار الفرق الأخرى بقيوا يذّكرونه بها وبوالدها .. وكان أبشع شئ ما فعله جمهور سيينا الذي بقي يشتمه طوال المباراة في الموسم قبل الماضي وظلّوا يرددون له عبارات : " قبل أن تلعب كرة القدم عليك أن تسأل نفسك لما قُتِل ماسمليانو بيسنولي " و " أين هي زوجتك الأن " و " كم من لكمة ضربك ماسيمو مانفريدو ( صديق زوجته الجديد ) " !







لينفجر دانييلي دي روسي بعد المباراة بالبكاء .. وقبّل شعار الفريق وأحتضنه زملاءه .. ثم ركض بسرعة الى غرفة تغيير الملابس.. واتضح فيما بعد أن هذه العداوة لدي روسي من أنصار سيينا تعود إلى التدخل السابق ضد لاعب خط الوسط في سيينا أرديتو في كأس ايطاليا موسم 2004-2005 والذي أدى إلى إصابة لاعب سيينا .. وكذلك حالة طرده في مباراة الفريقين عام 2006 لوجود مبالغة في الضرب من قبل دي روسي .. لكن ذلك حتماً لا يبرر هذا السلوك المشين ضد دي روسي !


فحتى بعد طلاق دي روسي وتمارا بيسنولي .. لم تنهي القصة أبداً وبقيت المشاكل تلاحق دي روسي وكانت آخرها قبل أشهر فقط عندما حُكم عليه بالسجن لمدة شهرين وغرامة 4 آلاف يورو له ولزوجته السابقة تمارا بيسنولي .. وذلك بسبب القيام بتوسيع منزلهما عام 2007 بعد أن حصلا على تصريح من بلدية روما بصورة غير قانونية قامت بها تمارا بيسنولي .. وأتضح فيما بعد أنه غير قانوني بعد الشكوى التي تقدم بها المجاورين لهم في المنطقة !


والأن يصل الحال بدانييلي دي روسي للاستبعاد من قائمة المنتخب الايطالي .. ليواصل مردودة السلبي .. وكلّ ذلك بسبب زوجته السابقة تمارا بيسنولي .. التي لا نعلم لأي درجة أحبها دانييلي والى أي درجة خدعته وتخلت عنه .. لكن ما يجب أن يتأكد منه الجميع أن تلك المرأه هي السبب الرئيس في جميع مشاكل دي روسي التي أدت لانخفاض مستواه .. تلك المرأة دمّرت فعلاً حياة دانييلي دي روسي !







===============================











في سالنتو هناك في ليتشي لديهم لاعب مفضّل ولكنه لا يلعب في فريق المدينة ليتشي .. يعشقونه لأنه أبن مدينتهم ويرون فيه رمزاً لهذه البلدة ولهذه المدينة .. وعندما يعرفون أنه قادم لزيارة مدينته ينتظرونه على الطرقات .. ليقولون له : " روماريو سالنتو .. متى ستأتي هنا وترتدي الأحمر والأصفر ؟ نحن ننتظرك ونعرف أنك ستأتي يوماً ما " وهذا يتكرر في كل مرّة يأتي فيها فابريتزو ميكولي لاعب باليرمو الى مسقط رأسه في سالنتو في ليتشي !


فابريتزو ميكولي عندما يرى كلّ هذا العشق من أبناء مدينته .. وعندما يسمع مشجعي ليتشي يهتفون له في مباريات الفريق .. يشعر بمكانته لدى هؤلاء المشجعين ويعرف أن عليه أن يرتدي قميصهم في يوم من الأيام ليرد على كل هذا العشق .. ليقول لهم دائماً نفس الجملة : " أنا ذاهبٌ الأن ولكنّي سأعود يوماً ! هذا فقط ما يستطيع النجم الأيطالي فابريتزو ميكولي أن يقوله لأبناء مدينته سالنتو في ليتشي عندما يذهب الى هناك !


ويعرف الجميع في ايطاليا ان مشجعي ليتشي وخاصة رابطة تشجيع الفريق التي تُعرف بالترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) ترتبط بعلاقة قوية جداً مع فابريتزو ميكولي لدرجة أنهم يهتفون له في المدرجات حتى في المباريات التي لا يكون فريق ميكولي طرفاً فيها ! ودائماً ما يغنون له أغاني خاصة بأسمه أبرزها الأغنية التي تقول : " فابريتزو ميكولي .. نرى وشم غيفارا على ذراعيك .. ونرى القرط يلمع في أذنيك .. لكننا نرى أكثر محبتنا في عينيك " !







لذلك يبادلهم فابريتزو ميكولي المحبة من خلال شارة القيادة التي يرتديها والتي تتكون من اللونين الأحمر والأصفر وهما ألوان فريق ليتشي .. ويضع عليها رمز (U L) وهي الأحرف الأولى من أسم هؤلاء المشجعين المعروفة بالترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) .. ويرفض ارتداء الشارة المقدمة مع الراعي الرسمي لفريق باليرمو والتي يوضع عليها شعار فريق باليرمو وأسماء الفريقان المتباريان والرقم (10) وأسم الشركة الراعية !


وتلك العلاقة بين ميكولي والترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) تبدو أقوى بكثير من علاقة ميكولي بالترا باليرمو رغم أن أنصار باليرمو يجبونه كثيراً ولكن تبقى تلك علاقة خاصة لا توجد أبداً في أي مكان آخر ! فلا توجد رابطة مشجعين تهتف للاعب لا يلعب في صفوف فريقها ولم يسبق له أبداً أن ارتدى قميص الفريق .. في وقت يسود فيه التعصب والعنف روابط المشجعين في ايطاليا !


لذلك فقد أعرب فابريتزو ميكولي كثيراً أنه يريد اعتزال كرة القدم بقميص ليتشي .. وأن أكثر شئ يريد أن يحققه في حياته هو أن يرتدي قميص فريق ليتشي ليرد الدين لأنصار الفريق وليلبي مطلب مدينة بأكملها ! هو حلم المدينة وحلم فابريتزو ميكولي الذي تنقل بين فرق كاسارانو وتيرنانا ويوفنتوس وبيروجيا وفيورنتينا وبنفيكا والان هو قائد فريق باليرمو .. علماً بأن ميلان كان أول من راهن عليه عندما كان ناشئاً ولعب في صفوف ناشئي ميلان !







لكن ارتباطه يبقى دائماً بفريق ليتشي الذي لم يلعب أبداً في صفوفه لذا فقد حاول أن يعبر عن هذا الحب من خلال أنشاء مدرسة لكرة القدم للأطفال في مدينة ليتشي حيث أسس مدرسة لكرة القدم أسميت مدرسة ( سان دوناتو فابريتزيو ميكولي ) وهي مدرسة لتعليم الأطفال مهارات كرة القدم وفيها مدربين متخصصين من مدينة ليتشي .. حيث قال ميكولي : "هؤلاء الأطفال هم فرحة لنا جميعا .. وأنا مسرور جدا لرؤيتهم يلعبون على أرض الملعب حيث ترعرعت " !


لكن رغم كلّ ذلك فأن أكثر ما كان يؤلم فابريتزيو ميكولي أنه مُجبرٌ على اللعب ضد فريق ليتشي فليس بإمكانة أن يرفض اللعب ضد فريق ليتشي لأنه لاعب محترف في النهاية ولا بد أن يواجه فريق ليتشي .. ذلك كان شيئاً صعباً ومؤلماً على فابريتزيو ميكولي خاصة عندما يلعب على أرض ليتشي في ملعب الفيا ديل ماري ! ويسمع الترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) وهم يهتفون له حتى وهو يلعب ضدهم !


لذا فأنه قبل ثلاث سنوات رفض ميكولي تسديد ركلة جزاء ضد ليتشي وتركها لزميله في الفريق كافاني الذي كان يلعب في باليرمو وقتها ! لكن هذه الحالة لم تكن سابقة تاريخية في ايطاليا .. لأن نجم أيطاليا روبرتو باجيو كان قد رفض تسديد ركلة جزاء لمصلحة اليوفي ضد فريقه السابق فيورونتينا في عام 1991 في فلورنسا وتركها لزميله دي أغوستيني وغادر باجيو الملعب وهو يرتدي حول عنقه وشاح ارجواني مكتوب عليه فيولا !







لكن الاختلاف بين الحالتين أن باجيو كان لاعباً سابقاً في فريق فيورونتينا .. بينما ميكولي لم يسبق له وأن لعب بصفوف فريق ليتشي ! لذا فقد كانت المباريات ضد فريق ليشتي كابوساً حقيقياً لفابريتزيو ميكولي وحاول كثيراً عدم لعب هذه المباريات من خلال التحجج بالإصابة أو غيرها .. لكن الشئ المؤكد أن فابريتزيو ميكولي لم يحب أبداً أن يسجل في مرمى فريق ليتشي وأمام الترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) وفي ملعب الفيا ديل ماري !


لكن في الموسم المنقضي حدث ما لم يكن يتمناه فابريتزيو ميكولي أبداً لأنه عندما التقى فريق باليرمو بفريق ليتشي في ملعب الفيا ديل ماري الخاص بفريق ليتشي في الجولة الرابعة والعشرين من الدوري الأيطالي تقدّم فابريتزيو ميكولي لتسديد ركلة حرّة .. كان يتمنى أن لا تدخل المرمى وأن لا يسجل أول هدف في مرمى ليتشي وأمام أنضار الترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) وفي ملعب الفيا ديل ماري في مدينته ليتشي !


لكن تسديدته سكنت المرمى بطريقة رائعة جداً بتنفيذها ولكنها كانت مؤلمة جداً بنتيجتها ! لأن عدد من الترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) صفقوا له لكن أيضاً هناك كثيرين منهم أطلقوا صافرات الاستهجان ضد فابريتزيو ميكولي .. ولكن قبل ذلك كان ميكولى يضع رأسه في الأرض ولم يحتفل بالهدف أبداً ! بل انشقت الدموع من عينيه وكأن العالم أنهار من حوله وخسر كلّ شئ في لحظة .. فقد حدث ما لم يكن يتمنى حدوثه في يوم من الأيام !







هذه التسديدة اخترقت قلب ميكولي قبل أن تخترق شباك ليتشي ! ولأول مرّة في تاريخ كرة القدم يندم لاعب على تسجيل هدف في مرمى فريق منافس ! بل ويبكي بحرقة جراء ذلك .. فأسعفته صافرة الحكم بعد الهدف ! فخرج من الملعب يبكي وأنهار في غرفة تغيير الملابس حتى أضطر المدرب ديلو روسي لاستبداله بين الشوطين لأنه كان من المستحيل أن يكمل فابريتزيو ميكولي المباراة !


غادر فابريتزيو ميكولي ملعب الفيا ديل ماري في ليتشي وهو بحالة سيئة جداً خاصة أن فريقه باليرمو أنتصر على ليتشي (4\2) لتتعقد مهمة ليتشي الذي كان مهدداً بالهبوط بشكل كبير ! فخشي ميكولي من أن يخسر محبة الترا ليتشي ( Ultrà Lecce ) وسكان مدينته في حال هبط ليتشي للدرجة الثانية .. وأن تنتهي تلك العلاقة الخاصة التي ربطته مع هؤلاء المشجعين بشكل خاص وأبناء مدينته بشكل عام !


وبعد فترة من الصمت ورفض الحديث للصحافة الايطالية .. خرج ميكولي عن صمته وأعرب عن مشاعره عندما قال : " هذا صحيح لقد بدأت بالبكاء بعد الهدف على أرض الملعب وفي غرفة تغييرالملابس .. لقد شعرت بالخيانة .. ليتشي هو فريقي وأنا ألحقت الضرر بهم .. انه خطئي وهذا الوضع يحدث في كل مرة وأنا أشعر عندما أراهم أنني في بيتي .. وهذا شيء شخصي أتمنى أن أحتفظ به لنفسي " !







لكن القدر الذي وضع فابريتزيو ميكولي في مواجهة ليتشي عاد لينصفه عندما تمكن باليرمو من الفوز على سامبدوريا في الماراتسي وهو الفوز الذي أعلن هبوط سامبدوريا وبقاء ليتشي الذي أنتصر على باري في مباراة ديربي بين الفريقين ! وقتها قاد فابريتزيو ميكولي فريقه باليرمو للفوز على سامبدوريا بهدفين لهدف وساهم في أن يضمن بقاء ليتشي بالدرجة الأولى .. وهذا ما ساهم في محي الشعور بالخيانة الذي كان يشعر به بعد تسجيل الهدف في مرمى ليتشي !


لذلك فقد أظهر سعادته بعد فوز ليتشي على باري في الديربي والاحتفال في ملعب السان نيكولا بالبقاء .. حيث قال ميكولي : " لقد لعبت مع باليرمو بكل شرف وجدية .. لقد كان يوماً خاصاً بالنسبة لمحبي ليتشي بأن يحتفلوا بالبقاء على ملعب الغريم باري .. وبالتأكيد هي فرصة وأمر لا يحدث كل يوم " حيث تحدث مع كابتن ليتشي جياكوماتزي بعد اللقاء وهنأه وشكره هو ولاعبي ليتشي والمدرب على ما قدموه !


وأصبحت مسألة أنتقال ميكولي لفريق ليتشي مسألة وقت ليس إلا .. فقد يتم هذا الأمر هذا الموسم وقد يتأجل الآمر قليلاً .. لكن ميكولي سيفي بوعده وسيعود يوماً كما يخبر أبناء مدينته دائماً .. ليرتدي قميص نادي ليتشي ويختم مسيرته الرائعة في الفريق الذي طالما أحبه وليحقق حلمه وحلم مدينة بأكملها .. لتكون هذه هي النهاية الحتمية لقصة ميكولي وليتشي لأن لا أحد يتخيل نهاية أخرى لقصة من هذا النوع !!







===============================













في كرة القدم الايطالية ترتبط الأندية بالمدن .. وعلى اختلاف الثقافات في المدن الايطالية تختلف تقاليد الأندية الايطالية ! تلك التقاليد النابعة من تاريخ البلد ومن ثقافته وخصوصيته التي صنعت أرثاً لتلك الأندية بقي يتزايد مع مرور السنين ومع احتدام المنافسات في الكالتشو ! حتى أصبحت كرة القدم هي الوجه الآخر للنسيج الاجتماعي في المدن الايطالية وأصبحت الأندية هي الوجه الحقيقي للمدينة ومصدر فخرها !


ومع تقاليد كرة القدم الايطالية التي منذ بدايتها كانت مرتبطة بالتراث الايطالي .. فأن الأندية أصبحت الآن مرتبطة بالمدن بشكل يصعب فصله خاصة أن ملاعب الأندية مملوكة للبلديات التي تؤجرها للأندية .. وهي بذلك تجعل هذا الرباط وثيق فلا يمكن فصل النادي عن البلدية .. وكثير من الأندية الايطالية احتاجت تدخل من رئيس البلدية لإنقاذها مثل بيروجيا وساليرنو التي نجت من الإفلاس بعد تدخل من رئيس البلدية في كلتا المدينتين !


كما أن الثقافات المختلفة بين المدن الايطالية ووجود أحداث تاريخية بين المقاطعات الايطالية .. ألقت بتأثيرها على الأندية التي أصبحت مبارياتها ساحة للتناحر بين أنصار الأندية التي وصل التعصب فيها الى حد شتم لاعبين ومدربين وتذكيرهم بأحداث تاريخية قديمة تعود للمدن التي ينتمون أليها .. وربما لا يزال الكثيرين يذكرون كيف فقد المدرب الكبير كارلو مازون وقاره عندما أهان أنصار اتالانتا مدينته روما !











لذلك أصبح يقال أن هنالك أربعة أشياء تميز المدرب القدير كارلو مازون .. الأولى أنه صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات لمدرب في دوري الدرجة الأولى الايطالي بـ 795 مباراة .. والثانية أنه كان مدرب فريق بريشيا الذي كان يضم الأسطورة روبرتو باجيو والنجم الاسباني بيب جوارديولا وحقق نتائج لافتة وكان فريقاً ممتعاً أكثر من الفرق الكبيرة .. والثالثة أنه المدرب الذي صقل موهبة ملك روما فرانشيسكو توتي !


والرابعة وربما هي الوحيدة التي تحمل ذكرى سيئة عن سابقاتها .. وهي أنه أصيب بنوبة جنون في مباراة بريشيا واتالانتا في موسم 2001-2002 بعد هدف التعادل لفريقه في الوقت القاتل .. وعندها تناسى مشواره الطويل والحافل وقام بالركض مسرعاً باتجاه أنصار اتالانتا .. وعندما وصل بالقرب منهم قام بتوجيه كلمات وحركات نابية لهم وهم الذين بقوا يشتمونه طوال المباراة وأهانوا مدينته روما !


كارليتو وعلى مدار 40 عام تقريباً في مهنة التدريب نال احتراماً كبيراً وتقديراً كبيراً إلا من قبل بعض أنصار الفرق المتعصبون في ايطاليا ! خاصة أنصار اتالانتا القادمين من بيرغامو الذين لم يجدوا وسيلة للتأثير في كارلو مازون الا شتم مدينته روما وشتم والده الذي عمل لفترة في بيرغامو .. وهو شئ لم يحتمله كارليتو خاصة أن فريقه كان خاسراً على ملعبه من فريق اتلانتا حتى الوقت بدل الضائع !











وقتها سجل الأسطورة باجيو هدفين وكان اتالانتا متقدما بثلاثة أهداف لهدفين وفي الوقت بدل الضائع حصل بريشيا على ركلة حرة نفذها باجيو وارتطمت برأس مدافع اتالانتا وعانقت الشباك .. ليصاب مازون بنوبة جنون عندما ركض صوب أنصار اتالانتا وقام بتوجيه إشارات وكلمات نابيه باتجاههم رغم محاولة الكثيرين ثنيه عن ذلك .. وقتها فقد كارليتو اتزانه ووقاره لأنه لم يحتمل أن يهين أنصار البيرغامو مدينته روما !


فتوجه اليهم وقال لهم : " يجب أن تغسلوا أفواهكم قبل الحديث عن روما " وهو لفظ شائع في روما لمن يشتم المدينة وخاصة من سكان بعض المقاطعات التي كان هناك كرة تاريخي بينها وبين العاصمة بسبب أحداث تاريخية قديمة في ايطاليا ! مازون كان قد أمضى أجمل فترات مشواره التدريبي مع نادي العاصمة ومسقط رأسة روما .. 3 سنوات في روما كانت مثل الحلم لمازون رغم أن الفريق لم يحقق أي بطولات في تلك الفترة !


لكن مازون بنى فريقاً رائعاً كان غائباً عن روما منذ الثمانينات التي شهدت تألق لافت لفريق العاصمة .. وكانت تلك الفترة هي فترة ظهور النجم الايطالي فرانشيسكو توتي والذي لعب أول مباراة له مع الفريق الأول لروما بقيادة المدرب الصربي الكبير فويادين بوسكوف .. الا أنه عندما حضر كارلو مازون كان توتي قد لعب مباريات قليلة .. لتكون الانطلاقة لملك روما مع المدرب مازون الذي صقل موهبة الملك بأفضل طريقة ممكنة !











لذلك أصبح مازون الأب الروحي لتوتي .. الذي يقول أن مازون هو الأب الثاني له وهو صاحب الفضل عليه وهو المدرب الذي جعل منه في 3 سنوات قائد فريق روما بعد أن كان نجماً صاعداً يتمنى فقط أن يحمل شعار الجيالاروسي ! توتي تعلم الكثير من مازون وكانت فرصة كبيرة له أن يبدأ مشواره بحضور مدرب من هذا النوع .. لكن مازون بعدها عاد لفريق كالياري ومنه الى بولونيا ثم حط الرحال في بريشيا التي عرفت تألق لافت لكارليتو بوجود باجيو !


مازون الذي كان يعشق أداء الأسطورة باجيو الذي ورغم تقدمه في العمر وتنقله بين العديد من أندية الدوري الايطالي إلا أن سحره لا ينضب إطلاقاً .. لذلك أراده مازون في بريشيا وهو الذي دربه في بولونيا .. وعندما انضم باجيو لبريشيا وضع بنداً في العقد يسمح له بالرحيل في حال تخلى بريشيا عن خدمات المدرب كارلو مازون .. باجيو بذلك ربط مصيره بنادي بريشيا بالمدرب كارلو مازون !


ولأن باجيو أصبح جزءاً من بريشيا ولأن المدرب الكبير مازون هو من يقود سفينة بريشيا .. فإن جوارديولا عندما ترك برشلونه اختار أن يخوض مغامرة جديدة في ايطاليا ومع بريشيا .. وفقط لوجود باجيو ومازون وهذا كان شيئاً كافياً لبيب جوارديولا ليقنعه بخوض هذه التجربة بعد سنوات من التألق في صفوف البلوغرانا ! ورغم أن تجربة بيب مع بريشيا لم تتجاوز عام واحد رحل بعده لروما إلا أن اللعب بقيادة مازون كان له تأثير كبير على جوارديولا فيما بعد !











وبعد أن أصبح بيب الآن مدرباً كبيراً وحقق العديد من الانجازت اللافتة مع فريق برشلونه .. فأن الكثير ممن يتحدثون عنه لا يذكرون فضل التجربة الايطالية في فلسفته التكتيكية بما فيها تجربة نادرة مع مدرب بقيمة كارلو مازون .. لكن بيب نفسه لا ينكر هذا وهو دائماً يذكر هذا الآمر ويعترف بتأثيره .. فالتجربة الايطالية أضفت الكثير لفكر بيب وأضافت له تقاليد كروية لم يكن ليعرفها دون المرور بايطاليا !


لذلك وفي نهائي دوري أبطال أوروبا والذي أقيم في الملعب الاولمبي في روما عام 2009 وجمع برشلونه بالمان يونايتد .. فإنه لم يفت بيب أن يوجه الدعوة لمدربه الكبير كارلو مازون والنهائي يقام في مدينته روما حيث قال له : " مدربي العزيز كارلو مازون .. أدعوك لمشاهدة نهائي دوري الأبطال الذي يقام في روما .. وأتمنى أن تشاهدني وأنا أفوز بكأس أوروبا " ! وفاز البارسا بكأس أوروبا وفاز بيب بأول لقب له في دوري الأبطال كـ مدرب !


وهذا الكأس الغالي أهداه بيب لمدربه الكبير كارلو مازون ولقائد ميلان المعتزل باولو مالديني .. بيب عندما عاد لايطاليا أحرز كاس أوروبا في ايطاليا وأهداه لاثنين من رموز كرة القدم الايطالية مالديني الذي كان للتو قد أعتزل كرة القدم بعد مشوار حافل لمدافع أسطوري لا ينسى .. وكذلك أهداه بيب لمدربه الكبير كارلو مازون الذي هو الآخر أمضى مسيرة حافلة مع كرة القدم الايطالية لا تنسى كذلك !











وبعد مسيرة 40 عام في التدريب يبقى كارلو مازون صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات لمدرب في دوري الدرجة الاولى الايطالي بـ 795 مباراة و1277 مباراة في جميع البطولات .. وهذا ما يؤكد مدى عطاء هذا المدرب عبر مشواره الطويل في الكالتشو .. ويبدو شئ واحد يشوه هذه المسيرة الحافلة .. وهو ما فعله مع أنصار اتالانتا الذين أهانوا مدينته .. ولم يكن بإمكان كارليتو السكوت عن إهانة مدينته .. روما !


والى الجنوب من روما وفي جزيرة سردينيا هناك حديث الآن على أن هناك مدينة أخرى تعرضت لإهانة من نوع مختلف عندما تم نقل مباريات فريق كالياري من مدينة كالياري الى مدينة تريستي في شمال ايطاليا والتي تبعد عن سردينيا حوالي الف كم ! عندما لم يعد بإمكان ملعب سانت إليا الخاص بنادي كالياري أن يستقبل المباريات بعد أن تقلصت سعته عن أدنى سعة مطلوبة طبقًا للوائح والقوانين !


وكان الملعب قد خضع لتركيب بعض الدعائم له قبل سبع سنوات إلا أنها تهدمت مما تسبب في تقليص سعة الملعب ولم يعد بإمكانه استقبال المباريات ! ويبدو أن رئيس نادي كالياري ماسيمو سيلينو لم يعد لديه الرغبة في إصلاح ملعب السانت إليا .. لأنه يود بناء ملعب جديد للنادي تحت أسم " كالياري ارينا " والذي يتسع لـ 40 الف متفرج وتم الانتهاء من تصميمه وبقي الشئ الأهم وهو الشروع في تنفيذه !











لكن يبدو ان سيلينو غير مستعد لبناء الملعب الآن .. وحتى لو كان الآمر جدياً وليس كما يتوقع البعض من أنه لا زال مجرد حلم لا أكثر ! فإنه حتى البدء في بناء الملعب يحتاج لوقت طويل حتى يصبح الملعب جاهزاً لاستقبال المباريات .. وبالتالي كان على سيلينو إظهار مزيد من الاهتمام بمعلب السانت ايليا وصيانته بالشكل الصحيح حتى لا يصل به الحال الى درجة تمنعه من استقبال مباريات الفريق !


وهذا الآمر أثار حفيظة رئيس بلدية كالياري السيد ماسيمو زيدا الذي قال في مؤتمر صحفي أن السيد ماسيمو سيلينو رئيس النادي يتهرب من مسؤولياته تجاه البلدية والفريق معاً .. وانه مرتبط بعقد مع المجلس البلدي لـ 11 عام بدأت منذ عام 2003 كما أن تخلف عن دفع مبالغ تصل لـ 3 ملايين يورو للبلدية .. عدى عن عدم صيانة الملعب بالشكل اللائق مع أن بنود الاتفاقية تضع صيانة الملعب على عاتق النادي !


لكن قرار نقل مباريات النادي من مدينة كالياري الى مدينة تريستا صدم سكان مدينة كالياري وأنصار الروسوبلو .. وخاصة رئيس البلدية الشاب ماسيمو زيدا الذي قال في مؤتمر صحفي : " أنا حزين وأصبت بخيبة أمل كبيرة .. لم استطع النوم منذ ليلتين بسبب ما حدث والذل أمام كل ايطاليا .. نقل المباريات من مدينة كالياري الى مدينة تريستا هو عار حقيقي وشوه سمعة كالياري .. لقد أهان سيلينو مدينة كالياري " !












لكن سيلينو لم يكترث لهذا الحديث .. وعندما سئل عن هذا الكلام قال : " ماسيمو زيدا شاب طائش .. عندما كنت في مثل عمره فعلت الكثير من الأشياء الطائشة " ! وهذا ما أثار حرباً كبيرة بين رئيس البلدية ورئيس النادي في كالياري ! لكن سيلينو كان على استعداد لتحمل نفقات السفر لعدد كبير من أنصار الروسوبلو من كالياري الى تريستا ليثبت فقط صواب اختياره وليرد على ما قاله رئيس البلدية ماسيمو زيدا !


سيلينو الذي لا يبدو مكترثاً لنقل مبارياته فريقه من مدينة كالياري .. كان قد خبر من قبل نقل مباريات فريق كالياري الى تريستا قبل عامين عندما لعب كالياري ضد اليوفي في كأس ايطاليا .. وما دعا سيلينو لاختيار مدينة تريستا هو أنه يرتبط بعلاقات قوية مع أعضاء المجلس البلدي في تريستا وخاصة بالسيد ايمليانو ايديرا المستشار السياسي لبلدية تريستا منذ عام 2006 .. والذي يعتبر الرجل الأكثر تأثيراً في بلدية تريستا وهو صديق مقرب لسيلينو !


وعندما سئلت الصحافة الايطالية السيد ايمليانو ايديرا المستشار السياسي لبلدية تريستا عن نقل مباريات كالياري الى تريستا وعن استعداد المدينة لهذا الآمر وعن لقاء كالياري بالانتر قال مبستماً : " هي فرصة لنشاهد الانتر على الواقع وليس على شاشات التلفزيون " ! وهو ما فسرته العديد من الصحف الايطالية على أن ايديرا من محبي فريق الأنتر لتظهر له صور مركبة في عدد من الصحف بلباس فريق الانتر !











لكن ما أثار المزيد من التساؤلات هو وجود معاملات تجارية بين سيلينو وايديرا وهو ما يفسر اختيار سيلينو لتريستا منذ البداية رغم المسافة الشاسعة جداً بين المدينتين .. خاصة أنه سبق وان لعب كالياري في كأس ايطاليا ضد اليوفي في تريستي ايضاً قبل عامين ! وهي المدينة التي أصبحت تحت السيطرة الايطالية بعد الحرب العالمية الثانية فقط ! وتقع على الحدود الايطالية السلوفينية وكانت في السابق جزءاً من سلوفينيا في يوغسلافيا السابقة !


كالياري الآن تعيش صراعاً بين رئيس النادي ورئيس البلدية .. هذا الصراع لم يعد خفياً كما كان في البداية خاصة مع قدوم زيدا لرئاسة البلدية في كالياري وهو الذي لم يكن يحظى بدعم سيلينو منذ البداية ! وربما من المبكر التفكير في مصير هذا الصراع ومن سيكون الفائز فيه في النهاية .. لكن المؤكد أن كالياري أهينت أمام أيطاليا ويبدو ماسيمو زيدا محق في هذا الآمر لأن ما حدث ترك أثراً كبيراً في مدينة كالياري !


أذا كان المدرب الكبير كارلو مازون لم يحتمل إهانة مدينته روما .. فأن رئيس بلدية كالياري ماسيمو زيدا لم يحتمل إهانة مدينته كالياري .. وفي كلتا الحالتين مثالاً بسيطاً على ارتباط المدن في ايطاليا بكرة القدم ! وهكذا تبقى كرة القدم الايطالية مرتبطة دائماً بكل شئ فلا يمكن استثناء أي آمر من دور فيها .. ففي المدن الايطالية هناك تقاليد عريقة وخاصة بكل منها ولا يمكن أن يفصلها أحد عن كرة القدم الايطالية !







============================










( Tre tenori ) هو أسم فرقة موسيقية ايطالية مكونة من ثلاث أعضاء هم بلاسيدو دومينغو وخوسيه كاريراس وبافاروتي لوسيانو .. وكان الثلاثي بدأ العمل في حفل موسيقي في الحمامات القديمة لكركلا في روما وهو الذي عقد عشية المباراة النهائية لكأس العالم عام 90 في ايطاليا وأقيم الحفل يوم 7 يوليو عام 1990 بالمشاركة مع أوركسترا ديل ماجيو وأوركسترا أوبرا في روما .. وكانت فكرة الحفل للمنتج الإيطالي ماريو درادي !

وكان هدف الحفل هو جمع الأموال لمرضى السرطان وأيضا باعتبارها وسيلة من المنتج ماريو درادي لزملائه دومينجو وبافاروتي الذين أصبحوا من أشهر مغني الأوبرا فيما بعد ! حيث وصلت شهرة الفرقة لأمريكا واليابان وفرنسا ومعظم دول العالم وقدمت الفرقة حفلات في أضخم المسارح العالمية .. وفي 6 أيلول عام 2007 توفي بافاروتي اثر مرض خطير وبقي فقط دومينغو وكاريراس !





وفي مدينة نابولي .. هذه المدينة التي ترتدي اللون الأزرق وتعشق كرة القدم .. أطلق أنصار السان باولو والصحف الايطالية على نجوم نابولي الثلاث هامسيك , كافاني , لافيتزي ( Tre tenori azzurri ) أي مطربو التينور الثلاث للفريق الأزرق .. وذلك تشبيهاً لهم بهذا الثلاثي كونهم يؤدون مقطوعات موسيقية ولكنها كروية ! وكذلك للانسجام الكبير بين الثلاثي والتناغم في طريقة الأداء فيما بينهم !

حتى أصبح الـ ( Tre tenori azzurri ) أنشودة أنصار نابولي الذين بقوا يغنون معزوفات هذه الفرقة في المباريات كلما تألق الثلاثي في صفوف نابولي .. حتى أن المدرب ماتزاري أضيف لهذه الفرقة عندما أصبح يلقب بقائد الأوركسترا .. وكأنه يقود هذا الثلاثي عن بعد لعزف أجمل المقطوعات لأنصار السان باولو .. التي أصبحت لا تمل عزف الثلاثي ولا تحب أن ترى أي منهم بعيد عن رفاقه في العزف !



وحتى نابولي القديم , نابولي مارادونا .. أيضاً كان يحتكم على ثلاث عازفين وإن كانوا قد سبقوا عازفي التينور ! حيث كان نابولي نهاية الثمانينات وبداية التسعينات يضم الثلاثي المذهل .. مارادونا وجيوردانو وكاريكا الذي كان يطلق عليه Magica .. كان هذا الثلاثي الماجيكا ثلاثي ساحر لا يمكن أن ينسى بقيادة أفضل من لعب كرة القدم دييغو مارادونا ! كان أيضاً صاحب معزوفات رائعة لا تمحى من خيال أي نابوليتانو !

وما بين ثلاثي الماضي (مارادونا وجيوردانو وكاريكا ) وثلاثي الحاضر ( هامسيك وكافاني ولافيتزي ) يبدو أن السان باولو لا يتكئ إلا على ثلاث ! فكيف سيكون الحال واحد الثلاث قد ذهب ؟ ‎يبدو أن السان باولو من الصعب أن يتكئ على أثنين منهم فقط .. فها هو لافيتزي يذهب لباريس ليعزف وحيداً في عاصمة النور .. ولكن لن يسمعه أحد وعلى الأقل لن يصل شيئاً من العزف لنابولي لأنه ليس للمدينة هذه المرّة !



وإذا كان أحد مطربي( Tre tenori ) توفي عام 2007 وهو الشهير بافاروتي .. فأن الفرقة بعده لم تعد مثل السابق ! وها هي التينور في نابولي تفقد احد أعضائها ولا يمكن للأوركسترا ان تعزف بدون أحد هؤلاء الثلاث وربما تفقد آخر في ظل الاحاديث الكثيرة التي تحيط بكافاني وعن رحيلة صوب تورينو حيث اليوفي أو لغيره من الأندية .. في وقت يبدو هامسيك مستمراً مع الفريق !

وبعد ما حصل للتينور في نابولي فأن أنصار السان باولو باتوا متأكدين من أن الفرقة لن تعود مثل السابق عندما أجبروا على وداع أحد أعضائها ! فالـ ( Tre tenori azzurri ) لن تغني سوياً من جديد في السان باولو .. وربما تفقد الفرقة أعضاء آخرين .. وقتها لن تسمع معزوفات الأوركسترا في السان باولو وسيتوقف الغناء في نابولي .. وسيتوقف كل شئ في هذه المدينة !






=============================









أن تنجح لمجرد أنك أخفقت يوماً , فهذا يعني أن لديك أرادة كبيرة .. وان تحقق في فترة وجيزة ما كان يُنظر له على انه مستحيل , فهذا يعني انك آمنت بقدرتك على قهر الصعاب .. وأن تحرز لقب هدّاف الدوري الايطالي لمرتين متتاليتين بعد أن تتجاوز الثلاثين فهذا يعني انك مهاجم كبير .. وأن تلعب لأول مرّة في الدرجة الأولى وأنت في الخامسة والعشرين فهذا يعني بأنك لاعب مكافح !


هكذا هو أنتونيو دي ناتالي اعتاد دائماً على مواصلة الطريق رغم الصعاب .. ولم يتوقف أبداً حتى أصبح اللاعب الذي يحظى باحترام الجميع .. ولأنه انتونيو دي ناتالي فأنه احتاج فقط لكلمات بسيطة وإرادة قوية لصنع المستحيل .. فكيف استطاع هذا اللاعب تحقيق كلّ هذه النجاحات رغم تقدمه بالعمر ؟ وكيف كانت حكاية توتو دي ناتالي مع لقب الهّداف ؟ تلك الحكاية التي جعلت من الفشل دافعاً للنجاح ؟







في 22 يونيو 2008 على إستاد ارنست هابل في فيينّا كانت تُلعب مباراة الدور ربع النهائي في بطولة أمم أوروبا 2008 بين اسبانيا وايطاليا .. تلك المباراة انتهت بالتعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي ليتحكم الفريقان لركلات الجزاء التي ابتسمت لاسبانيا 4-2 بعد أن تصدي الحارس ايكر كاسياس لركلة المهاجم الايطالي انتونيو دي ناتالي !


هنا انتهت حكاية ايطاليا في البطولة .. ولكن حكاية أخرى بدأت حينها ! عندما همس مدرب ايطاليا وقتها البرتو دونادوني في أذن انتونيو دي ناتالي الذي كان يبكي على ضياع ركلة الجزاء فقال له : " لا تبكي يا انتونيو , هكذا هي كرة القدم , لم ينتهي كل شئ , لا تزال تملك الكثير , استمر وستلاقي نجاح آخر يوماً ما " , وعندها قال دي ناتالي لنفسه : " لن أتوقف هنا .. سأبدأ عمل جديد " !







كانت لكلمات دونادوني مفعول السحر على انتونيو الذي عاهد نفسه على انطلاقة جديدة تكللت بأكثر ما يحلم به أي مهاجم في العالم .. هدّاف الدوري .. وهذا ما تحقق مرتين متتاليتين وفي عمر يبدو من المستحيل تحقيق هكذا إنجاز فيه .. ولكن دي ناتالي صنع المستحيل لأنه آمن بذلك وهي الخطوة الأولى نحو تحقيق ما كان يسمى بالمستحيل !


الإرادة الصلبة جعلت من توتو ينطلق من جديد رغم الم اليورو .. حيث أحرز 12 هدف في الموسم الذي أعقب اليورو مع إصابة مؤثرة وابتعاد لفترات طويلة .. لكن الحلم استمر والإرادة ازدادت فكان الحلم الجميل عندما توّج دي ناتالي هّدافاً للدوري الايطالي موسم 2009-2010 بتسجيله 29 هدف رغم أن موسم فريقه اودينيزي لم يكن مميزاً .. لكن توتو حقق الحلم الذي طالما حلم به ولكنه أيقن بتحقيقه .. فكان !







لكن ذلك الحلم لم يكن كافياً لتوتو .. كان لديه حلم آخر وهو الوصول للهدف رقم 100 مع اودينيزي وتحطيم رقم أسطورة النادي لورنزو بيتيني ولمَ لا الفوز مرّة أخرى بلقب الهدّاف .. هذا كان الحلم الأخر الذي تضمن عدة أحلام ولكنها جميعها تحققت في موسم واحد فقط 2010-2011 الذي أحرز فيه توتو كل شئ .. تحطيم رقم لورنزو بيتيني وتسجيل الهدف رقم 100 والفوز بلقب الهدّاف وكذلك تأهل فريقه للعب الدور التمهيدي في دوري أبطال أوروبا !


كلّ تلك الاحلام رافقها دائماً احتفال خاص من أنصار اودينيزي الذين حملوا لافتات خاصة للاحتفال بهذه المناسبات .. وتقدمهم بذلك رئيس نادي اودينيزي بوزو الذي قال بعد ان حقق دي ناتالي كلّ ذلك هذا الموسم : " هو رجل مؤثر ، مهاجم كبير ، أسطورة ، هدّاف كل العصور ، وقطعة من تاريخنا , والقصة التي تبدأ من فريولي الصغيرة ولا تنتهي أبداً " !







هذا اللاعب الذي ولد في نابولي وكان لاعباً في امبولي .. انضم الى نادي اودينيزي عام 2004 وسجل مع الفريق 112 هدف في الكالتشو حتى الآن .. ومثّل المنتخب الايطالي في 36 مباراة سجل خلالها 10 أهداف .. وبالرغم من أنه أخفق في تسديد ركلة الجزاء الحاسمة ضد اسبانيا إلا أنه تفجّر بعدها عندما سجل 58 هدف في موسمين فقط وبات أول لاعب يحرز لقب الهدّاف في موسمين متتاليين منذ أيام الأسطورة ميشيل بلاتيني الذي أحرز اللقب ثلاث مرّات متتالية !


وإذا كان أحداً يتسائل عن سر اللغز الذي جعل من دي ناتالي هّداف الدوري الايطالي للمرة الثانية على التوالي فيجب أن يعرف أن السبب كان كلمات بسيطة وإرادة قوية .. الكلمات البسيطة كانت من البرتو دونادوني والإرادة القوية كانت بتحويل الفشل الى نجاح .. وهذا ما تحقق مع توتو دي ناتالي .. الذي فشل يوماً ربما , ولكن ها هو الآن يقف على عرش النجاح !!







============================









Angelo Palombo ... Quando si scusa il capitano

عندما تغرق السفينة يجب على الكابتن أن يكون آخر من يغادر أو أول من يبكي ! وإذا بكى فأنه يعتذر عن الطاقم لأنه لم يستطع إنقاذ السفينة من الغرق ! هكذا كان حال كابيتانو سامبدوريا .. انجيلو بالومبو .. عندما غرفت سفينة سامبدوريا كان آخر من غادر الملعب وأول من بكى ! وعندما بكى فأنه كان بذلك يعتذر عن أفراد الفريق الذين لم يستطيعون إنقاذ سفينة الدوريا من الغرق !


في ليلة غرق فيها الماراتسي بالدموع .. بدموع الكابيتانو وبدموع أنصار الفريق .. وربما أيضاً من شاهد تلك اللقطة .. لأنه بعد لفتة من هذا القبيل ، لحظة من هذا القبيل .. لا بد أن تكون الدموع هي الوسيلة الوحيدة للتعبير .. وبدأ الناس يتحدثون عن لفتة رائعة وغير نمطية في كرة القدم الايطالية لأنها بادرة رائعة لا تصدر إلا من الكابتن عند غرق السفينة !







قيل في العام الماضي ان لقطة مورينيو في الكامب نو بعد فوز الانتر على البرشا واحتفاليته المميزة كانت لقطة الموسم بلا منازع رغم أن ذاك العام كان عام المونديال ! هذا العام كانت بلا شك لقطة انجيلو بالومبو عندما أجهش بالبكاء وانحنى أمام جماهير الدوريا في الماراتسي معتذراً .. هي لقطة الموسم بلا منازع ليس في الكالتشو فحسب وإنما حتى في الدوريات الأوروبية جميعها !


لأن تلك اللقطة حملت ثلاثة أشياء غير عادية .. كابتن يأخذ مسؤوليته بشجاعة .. يعتذر أمام الجميع .. وأنصار الفريق يصفحون عنه ! هذه بانوراما فيها قمة الصبر والتماسك ورقيّ الموقف وشجاعه الاعتذار .. لأن كرة القدم لا تنتهي بخسارة مباراة او فقدان لقب او هبوط للدرجة الثانية .. كرة القدم تستمر رغم الوجع لضياع فرصة العمر !







أخذ الكابتن مسؤوليته بشجاعة وأبى أن يخرج إلا من الباب الكبير رغم السقوط المريع لفريقه .. لأن ما حدث لم يكن متوقعاً ! بكى انجيلو بالمومبو ثم توجه الى أنصار الفريق في كل جهات الملعب .. وانحنى أمامهم طالباً الصفح عن ذنب لا يمكن أن يغتفر إلا بهذه الطريقة وبهكذا لفته ومن هكذا كابيتانو !


تلك اللقطة أظهرت أن انجيلو بالومبو لا يجيد فقط استرداد الكرات ويعرف التعامل معها بعناية .. بل يعرف أيضاً قيمة اللعبة لأنه لم يتوقف عن قيادة الفريق حتى بعد أن انتهى كل شئ بالعار لسامبدوريا .. لكن بقي شئ واحد فقط وهو الاعتذار وهو ما فعله بالومبو .. وكان لزاماً على أنصار الفريق أن يصفحون عنه .. لان قلة فقط من اللاعبين من كان يجرؤ على الاعتذار بتلك الطريقة !







انجيلو بالومبو كان قد انتقل لسامبدوريا في عام 2002 بعد ان لعب لفيورنتينا 3 سنوات .. ومنذ ذلك الوقت كان أنصار الدوريا يغنون له دائماً أغنية "عضلات الكابتن" التي يغنيها المطرب الايطالي الشهير فرانشيسكو دي غريغوري والتي تقول : " انظروا إلى عضلات الكابتن ، كم من الدم كان في عروقه , أنظروا الى عيون الكابتن كم من العزيمة كان في نظراته " !


لكن هذه المرة كان من الصعب أن يغنيها أنصار الدوريا لأن عضلات الكابتن لم تعد قوية وتجمد الدم في عروقه .. أما عيونه فأغرقتها الدموع ولم يعد هناك أي عزيمة في نظراته ! كان لديه شئ واحد فقط لا زال يعمل .. قلبه لم يتوقف أبداً عن النبض وهو من دفعه ليفعل هذا .. لأن لفتة من هذا القبيل تحتاج قلب كبير هو قلب الكابيتانو انجيلو بالومبو !






=============================



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق