جنون المستديرة

✿~» جنون كرة القدم »~✿




✿~»!.. ومضات من .. حكايتي مع الملك..! »~✿

حكايتي مع الملك هي حكاية عشقي لكرة القدم .. عشقت كرة القدم من أجل توتي فقط ! فقبل أن أعرف هذا النجم لم أكن مغرماً بمتابعة المباريات بل كانت متابعتي سطحيه وعادية وتقتصر على أقوى المباريات التي كان يشاهدها والدي .. لم أكن شغوفاً بالكرة أو متابعة المباريات .. ولكن عندما شاهدت هذا النجم عام 97 اختلف كل شئ من وقتها فبدأت أتابعه وابحث عن أخباره وأتابع أخبار ناديه .. حتى أني كنت اذهب للمقاهي التي تعرض مباريات الدوري الايطالي في وقت متأخر من الليل لمتابعة هذا النجم !

شاهدت فيه منذ البداية شئ مختلف عن كل لاعبي العالم لم أكن أتصور أن فتى بذلك العمر (20) عام يقود فريقه بتلك الروعة ويقدم لمحات فنية رائعة وتمريرات ساحرة وشخصية مذهله .. كان فتى صغير يحمل الرقم (10) وشارة القيادة وكأنه يملك كل شئ .. شاهدت فيه صورة النجم الذي أبحث عنه ومع الوقت كنت أشاهد منه كل ما أتمناه من أبداع في عالم الكرة .. كرات لوب وأهداف من فوق الحراس وتمريرات بالكعب وتسديدات قويه وفكر خلاق وإبداع متناهي .. لم أكن أرى في أي لاعب آخر شئ مما أراه فيه .. كان عالم مختلف وقصة مثيرة وعشق أبدي !

ويوماً بعد يوم كبر هذا الحب وازداد هذا الشغف .. فبدأت أتابع كل شئ يتعلق بالكرة ويتعلق بتوتي .. فعشق بدء منذ أربعة عشر عاماً واستمر كل هذا الوقت وكبر مع الأيام وكبر معي هو سر كل ذلك الحب لتوتي ! ودعوني اعترف أنني أتمنى لو أنني لم أحبه كل هذا الحب فلا يجب أن نبالغ في محبتنا لأي لاعب ولكن للأسف فإن المشاعر هي آخر شئ نستطيع التحكم فيه !

ولكن .. دائماً ما يسألني الجميع عن أخلاقه وتصرفاته ويطلبون مني رداً على ذلك ! فكنت أقول لهم .. عندما نحب أحداً يجب أن نعرف أنه بشر وليس ملاك .. وعندما نحب أحداً فأننا نحبه بكل حسناته وسيئاته ! وعندما تعايش شخصاً ما لفترة طويلة فأنك ستعرف ردات فعله ولماذا فعل هذا وذاك وربما تجد له التبرير قبل أن يجده هو لنفسه !

توتي لم يكن هكذا .. توتي عندما عرفته شاباً صغيراً كان مختلفاً فلم يكن بكل تلك الهالة والغرور والشموخ كان بسيطاً وهادئاً وكان يبحث لنفسه عن مكان ! توتي وجد نفسه فجأة قائداً لفريق روما ونجماً لها ! وجد نفسه فجأة رمزاً لروما ونجماً لايطاليا !

بعد ذلك تغير توتي وأصبح حاداً أكثر وكأنه وصل لكل ما كان يتمناه ولم يعد لديه أي طموح فأصبح يركل ويضرب ويحتج .. وأصبح أكثر عدوانية وشراسة ولكن كل ذلك يكون لأجل روما فمن شاهد دموعه في آخر مباراة في الموسم قبل الماضي من المستحيل أن يصدق أن هذا الشخص هو نفسه من ركل بالوتيللي قبلها بأيام !

هو حالة مختلفة مختلطة بمشاعر العشق لروما والكره لما سواه ! ما بين عشقه لأنصاره وبغضه لغيرهم ! ما بين مملكته وأمكنة الآخرين ! ما بين وفائه الأبدي وخيانات الآخرين ! وما بين فشل روما ونجاح الآخرين !

توتي مجموعة من المشاعر والأحاسيس والموهبة والإبداع ! وكأي بطل وأسطورة عرفها التاريخ فلا بد من نزوات وحماقات وأخطاء وعثرات ! توتي بموهبته وبإبداعه وبغطرسته وأخطائه كاريزما خاصة لا توجد بأي أحد !!


أحمد ,,
1-8-2011







✿~» جنون كرة القدم (1) »~✿


ما أن أصبحت كرة القدم تسري في عروقي حتى أصبحت أتابعها بجنون كان يثير كل من حولي .. كنت لا أترك مجلة ولا صحيفة تختص بالكرة إلا واقتنيها كنت لا أترك مباراة إلا وأشاهدها .. كنت كمن دخل لعالمٍ جديد ويريد معرفة كل شئ وبسرعة !

كان ذلك في نهاية التسعينات ,, وكان مونديال فرنسا 98 هو أول بطولة كأس عالم أشاهدها كاملة .. كنت قد تابعت فقط لقطات من كأس العالم 94 في الولايات المتحدة وكانت لقطة أهدار ركلة الجزاء الأخيرة لايطاليا من قدم باجيو لا تفارق خيالي كلما شاهدتها ! لذلك إخترت أيطاليا لأشجعها وكذلك حتماً بتأثير فرانشيسكو توتي الذي كنت قد بدأت أعشقه في تلك الفترة !

كان المايسترو زيدان والظاهرة رونالدو هما أفضل لاعبي تلك الفترة .. لكن قلبي لم يكن يخفق لهما لأنني كنت أحب الايطالي توتي قائد روما , والاوكراني شيفشينكو نجم دينامو كييف , والفنلندي ياري ليتمانين ساحر اياكس ! كان هؤلاء هم عشق البداية وأصحاب الفنيات التي كانت تذهلني !

في تلك الفترة كنت أشاهد دوري الأبطال وكنت أشجع الاياكس من أجل ليتمانين ودينامو كييف من أجل شيفا .. كنت أيضاً أحب أسلوب اليونايتد والبرشا في اللعب ,, لكنني بنفس الوقت كنت أيضاً أشجع الأندية الايطالية جميعها .. كانت الأندية الايطالية في المقام الأول لدي !

كنت أتابع مباريات دوري الأبطال تباعاً ,, فعندما تنتهي المباراة كنت أشاهد مباراة تليها مسجلة حتى لو تأخر الوقت .. ولم أكن أكتفي بمعرفة النتائج أو مشاهدة الأهداف كما هو الحال الآن .. بل كنت شغوفاً لدرجة متابعة جميع المباريات التي تعرض حتى لو كانت تعاد في اليوم التالي !

كنت أحزن كثيراً أذا خسر فريق أشجعه .. لدرجة الصدمة وعدم القدرة على النوم ! كنت أشعر أن هذا العالم هو عالمي ! حيث أصبح اهتمامي الأول وكنت أبحث عن أشخاص لديهم نفس الشغف والمتابعة .. لكنني للأسف لم أكن أجد !

كان لدي دفتر كبير أضع فيه صور اللاعبين والفرق والمنتخبات .. كنت أكتب عند كل صورة جملة معينة , كنت أحتفظ بالذكريات هناك وكنت أخاطب نفسي وأخاطب نجومي الذين أحبهم .. لأنه لم يكن هنالك وسيلة أخرى لإفراغ تلك المشاعر !




Jari Litmanen

أحمد ,,

7-8-2011






✿~» !.. جنون كرة القدم (2) ..! »~✿

عندما كنت أرى الجماهير تشجع فريقها في الملعب كان يتملكني ذلك الشعور .. كنت أحب أن أذهب للملعب وأجلس بين الجماهير وأردد معهم الهتافات .. كنت أعشق فريق الفيصلي منذ الصغر وتمنيت أن أذهب يوماً للملعب وأشجع فريقي .. وكانت أول مباراة أشاهدها في الملعب عام 97 عندما أقيمت بطولة كأس الكؤوس العربية في الأردن .. تلك البطولة التي قدّم فيها الفيصلي أداء رائع تصدر به مجموعته !

في مباراة نصف النهائي كان على الفيصلي تخطي عقبة فريق الرياض السعودي .. وكم أحببت مشاهدة تلك المباراة رغم أنني كنت صغيرا وقتها فقد كان عمري 14 عام .. حيث طلبت من والدي أن يأخذني لتك المباراة .. ووافق والدي وأخذني لتك المباراة التي كانت أول مباراة أشاهدها من الملعب مباشره .. وكم كنت سعيداً أن أكون واحداً من 25 الف متفرج يناصرون فريقهم .. كم كنت سعيداً أن أشاهد نجوم فريقي أمامي .. واكتملت سعادتي بأن فاز الفيصلي وقتها بهدف رائع للنجم صبحي سليمان من قذيفة بعيدة المدى .. ليتأهل الفيصلي للنهائي لمواجهة خريبكه المغربي !

كان الفيصلي قد سبق وان تعادل مع خريبكه المغربي في الدور الأول .. وكان الأمل يحدونا بالفوز عليه للظفر باللقب .. وطبعا لم أكن لأفوت مشاهدة تلك المباراة لأنني استمتعت جداً بمشاهدة مباراة نصف النهائي .. وأصريت على والدي أن يأخذني مره أخرى وفعلاً أخذني أنا وأخي الصغير .. كانت الأجواء رائعة وزادها روعه تقدمنا بهدف انتهى به الشوط الأول .. وفي مطلع الشوط الثاني سجل الفريق المغربي هدف التعادل .. وقبل النهاية بدقائق سجل الفريق المغربي هدفين صاعقين .. صعقا كل أحلامي , بكيت بشده وبحسره .. بكيت وباءت محاولات والدي في تهدئتي بالفشل !

أحمد ,,
27-8-2011





✿~» !.. جنون كرة القدم (3) ..! »~✿


في جميع دول العالم يبقى الرقم (10) هو الرقم ذو السحر الخاص في عالم كرة القدم .. ولكن عندما كنت صغيراً لم يكن الآمر كذلك .. كنّت في أيام الطفولة أجد جميع من حولي وخاصة مشجعي الفيصلي يعشقون الرقم (16) لأنه الرقم الخاص بكابتن الفيصلي والمنتخب الوطني السابق جمال أبو عابد !


كان هذا النجم الأسطوري من الكفاءة والروعة بمكان حتى أصبح معشوق الجماهير واللاعب الذي ينظر له الجميع على أنه نجم كلّ العصور .. كان يمتلك الشخصية والقيادة والكاريزما والمهارات الفائقة والخيال الساحر ,, كان يمتلك كلّ شئ تقريباً أو هكذا كنّا نشعر .. ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل أن تجد من ينتقده أو لا يعبر عن إعجابه به !


كنت في أيام الطفولة أجد جميع أصدقائي يتنافسون على الرقم (16) وفي فريق المدرسة فأن أفضل لاعب فقط من يمكنه ارتداء هذا الرقم .. ولا يحتاج الآمر لكثير من الذكاء أن تعرف أن أي لاعب يرتدي هذا الرقم هو الأفضل في فريقه ! لذلك كان أي أحد يتمنى ارتداءه وحتى لو كان الأمر لمرة واحدة فقط !


كنت أتمنى أن أراه عن قرب وكانت تلك أمنية من أمنيات الطفولة .. وكان والدي يدرك جنوني هذا , لذلك فأنه أراد لي أن تتحقق هذه الأمنية ! لذلك أخذني ذات مرّة لمباراة ودية للفيصلي قبل انطلاق الموسم واستطاع بواسطة صديق أن يجعلنا ندخل لغرف تبديل الملابس بعد المباراة وذلك من أجل السلام على الكابتن جمال أبو عابد !


بعد المباراة ذهبت مع والدي الى هناك ,, كنت أسابق الزمن لتلك اللحظة التي لم يطل وقتها حتى رأيت الكابتن جمال أبو عابد ! ذهبنا إليه وأخبره والدي أنني من عشاقه وأننا جئنا الى هنا للسلام عليه .. أبتسم الكابتن جمال أبو عابد وسلّم علي وطلب منّي أن العب كرة القدم وأن أهتم بدراستي .. وتحدث مع والدي قليلاً ثم ذهبنا !


غادرت المكان وكنت وكأنني ملكت شيئاً لم أكن أتخيل أن أمتلكه ! وكم كنت سعيداً بذلك اللقاء لذلك لم أدع أحداً إلا وأخبرته عنه ! وبقيت دائماً مخلصاً لعشق الطفولة الذي كان يكبر مع الأيام حتى اعتزال الكابتن جمال أبو عابد ! وأصبح بعدها مدرباً وكان ضمن طاقم الكابتن محمود الجوهري طوال فترة عمله مع المنتخب وهو الآن مدرب منتخب الشباب .. ويبقى الكابتن جمال أبو عابد هو أسطورة كرة القدم الأردنية في كلّ العصور !



أحمد ,,
15-9-2011





✿~» !.. جنون كرة القدم (4) ..! »~✿


بورصة النجوم أو القائمة المجنونة .. هي هواية كنت أمارسها عندما كنت صغيراً ! كان ذلك في نهاية التسعينات عندما بدأت أهيم في عالم كرة القدم .. كنت أحضر دفتر وأكتب فيه أسماء أكثر (100) لاعب أحبهم ! ثم بعد ذلك أبدأ أرتّب بهم حسب محبتي لهم من الرقم (1) حتى الرقم (100) وبعد ذلك أفرزهم حسب الأندية والمنتخبات لأعرف أكثر نادي يضم لاعبين من هذه القائمة وكذلك المنتخبات !


كان هناك نجوم يحافظون على مراكزهم وهناك من يفقدونها لأخرين حسب المستوى الفني لهم والبطولات التي يحققونها .. كنت أحتار في المراكز الأولى وإن كان هناك من لا يُمَس ! كان توتي في المركز الأول دائماً وليس في ذلك إجتهاد .. كان هنالك أيضاً ليتمانين , شيفا , بيكهام , منديتا , باتستوتا , نيستا , بوفون , بيركامب , سوكر , ديل بييرو , كنفارو , جيجز , فيجو .. وغيرهم !


بعد ذلك ومع الأيام قلصّت القائمة الى (50) لاعب ثم (20) ثم توقفت تلك الهواية بعد أن أدركت مدى جنونها وغرابتها ! لكنني لا زلت أحتفظ بتلك الدفاتر لأتذكر تلك الأيام .. فعندما أقلّب تلك الصفحات أعود لتلك الأيام وتعود لي أفكار الطفولة بكل جنونها وروعتها .. فقد كانت أيام جميلة من الصعب أن يعيشها أحد الأن ! لأنه أصبحت هناك أدوات تقنية لم تكن متوفرة لنا في تلك الفترة !






أحمد ,,

23-9-2011




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق