صراعات الكالتشيو

(1)


حكاية الصراع التاريخي بين اليوفي ونابولي !








" صنعت ايطاليا , كل شيء آمن " L'Italia è fatta - tutto è salvo " كانت هذه كلمات كاميلو كارفور أحد ابرز صانعي الوحدة الإيطالية وهو على فراش الموت عام 1861 بعد ثلاثة أشهر فقط على توحيد ايطاليا ! كان كاميلو أبن مدينة تورينو رئيس الوزراء خلال فترة حكم فيكتور عمانويل الثاني الذي نصبه البرلمان الأول في تورينو ملكاً على إيطاليا بعد الوحدة ! بقيت كلمات كاميلو راسخة في التاريخ الايطالي وهو الذي وهب حياته من أجل توحيد ايطاليا !

كانت ايطاليا قبلها مقسمة الى ممالك متفرقة تحت الحكم النمساوي والنابليوني .. لكن توحيد ايطاليا مرّ بطريق طويل من الدماء التي سالت في الحروب التي انطلقت من الشمال في بييمونتي وهو أحد أقاليم ايطاليا العشرين وعاصمته تورينو حتى وصل الى الجنوب في ممالك نابولي وصقلية ! ولم يتم توحيد ايطاليا إلا بعد هزيمة مملكة نابولي لذا قيل أن توحيد ايطاليا كان عبارة عن احتلال الشمال للجنوب ! حيث أنه ومن نابولي أنطلق أول تمرد وقبل توحيد ايطاليا عبر جماعة كاربونيريا (Carboneria) أو مُشعلو الفحم !







هذه الجماعة التي كانت تشكيل سري في جنوب إيطاليا في أوائل القرن التاسع عشر واتخذت من مبادئ الثورة الفرنسية نهجاً لها واستهدفت بشكل رئيس الطبقة الوسطى والمثقفين الذي كانوا يقطنون في الشمال وتحديداً في تورينو .. لكن هذه الحركة توقفت قبل توحيد ايطاليا ولكن التمرد الذي بدأ في نابولي قبل التوحيد انتهى على وقع هزيمة مملكة نابولي وانضمامها لمملكة ايطاليا الموحدة ! وبعد إنشاء دولة ايطاليا في العصر الحديث في نهاية القرن التاسع عشر وتوحيد ايطاليا استقرت الأمور قليلاً في ايطاليا !

ولكن جاء قانون الإجراءات الجمركية ليفرض الصراع السياسي بين الشمال والجنوب عندما حدد الصناعة في الشمال والزراعة في الجنوب ! وهذا القانون أحدث فارقاً فيما بعد بين الشمال والجنوب خاصة مع الثورة الصناعة في أوروبا والتي أوجدت فارقاً طبقياً بين الشمال والجنوب .. وأصبح مع الوقت هناك الكثير من الاختلالات الاقتصادية والسياسية بين الشمال والجنوب في ايطاليا وأصبح الشمال غنياً والجنوب فقيراً ! ومع الوقت أصبح الشمال مكاناً للصناعات والثقافة والموضة وأصبح الجنوب مكاناً للزراعة والجرائم والمافيا وهذا ما اوجد فارق كبير بينهما !




ومع انطلاق كرة القدم الايطالية كانت هذه الأمور تلقي بظلالها على الكالتشو , حيث كانت كرة القدم لعبة الأثرياء في الشمال .. وفي الجنوب كان كل شيء شحيحاً بعكس الشمال .. كانت أندية الشمال مع الوقت تصبح أقوى وأغنى وأندية الجنوب كانت اضعف وأفقر .. وكانت مراكز القوى في الشمال ولم يكن لأندية الجنوب أي اهتمام ! حتى عندما حدثت الحرب العالمية الثانية والتي أوجدت مجموعات في الدوري كانت مجموعة الجنوب الأقل أهمية والأقل عدداً وبقيت أندية الشمال هي المسيطرة وبقيت هي من تحتكر الألقاب !

كان من الصعب أن يذهب اللقب باتجاه الجنوب إلا في حالات نادرة .. وكانت أندية الجنوب تشتكي من تحالف أندية الشمال ضدها ..ومع الفارق الطبقي بين الشمال والجنوب والصراع السياسي فإن ذلك أثر أيضاً على كرة القدم الايطالية .. كانت أندية الجنوب تشعر بأن هناك فرق في المعاملة وفي التحكيم وحتى المؤامرات ومن اعتماد أندية الشمال على عائلات ثرية تمتلك مصانع ضخمة لذلك كان لديها القدرة على خطف النجوم الذين يظهرون في أندية الجنوب !






لذلك فإن الصراع بين اليوفي ونابولي ينطلق أولاً من كون تورينو كانت المحطة التي بدأ منها توحيد ايطاليا الذي انتهى في نابولي وهذا ما يوجد صراع سياسي انبثق عنه صراع اقتصادي من خلال وجود الصناعات في تورينو والزراعة في نابولي وهذا أيضاً من أوجد صراع طبقي خاصة أن مشجعي اليوفي يطلق عليهم : سافوي (Savoia) وهو أسم سلالة ملكية أوروبية سيطرت على شمال ايطاليا وأجزاء من فرنسا وحكمت ايطاليا لعدة عقود لغاية الحرب العالمية الأولى .. بينما مشجعي نابولي هم من الطبقة الفقيرة والعمال !

كانت جميع هذه الأحداث تلقي بظلالها على مباريات اليوفي ونابولي وهو ما أوجد صراعاً خفياً بين الفريقين يستند على التقاليد التاريخية المختلفة بين الفريقين والمدينتين ! لكن الصراع الكروي بين الفريقين انطلقت شرارته في السبعينات بسبب أثنين من أبرز نجوم اللعبة على الإطلاق وهما عمر سيفوري وجوزي التافيني ! عندما ترك سيفوري اليوفي في عام 1965 وانضم الى نابولي ليشكل ثنائي ساحر مع التافيني !



 
لكن بعد نهاية مسيرة سيفوري كان جوزي التافيني يغادر نابولي صوب تورينو حيث اليوفي وبرفقته أسطورة الحراسة الايطالية دينو زوف في عام 1972 ولم يتقبّل أنصار نابولي هذا الرحيل المفاجئ لنجميهم الذين كانا من حرما نابولي من معانقة لقبه الأول في موسم 1974-75 عندما كان نابولي يتصدر البطولة قبل نهايتها بفارق نقطة عن اليوفي وكان يحتاج للتعادل معه ليعزز حظوظه في إحراز اللقب !
لكن مباراة الفريقين التي كانت تسير للتعادل بهدف لهدف أنهاها التافيني بهدف في مرمى فريقه السابق نابولي وهو الذي شارك باللقاء قبل نهايته بقليل ليتوج اليوفي بلقب ذلك الموسم وسط صدمة أنصار نابولي الذين لم يصدقوا ما حدث ! حيث كتبوا على مدخل ملعب السان باولو عبارة شهيرة بحق التافيني تقول : " جوزي , تذكر من كنت في نابولي , أنت لم تهزمنا بل هزمت ذكرياتك وقيمتك في نابولي " !




لكن الصراع الذي بدأ مع سيفوري والتافيني هدأ قليلاً حتى عاد صراعاً آخر أقوى بكثير بين نجمي الثمانينات واسطورتي كرة القدم العالمية مارادونا نابولي وبلاتيني اليوفي عندما أحرز نابولي لقبه الأول بقيادة بطل العالم مارادونا في موسم 86-87 على حساب اليوفي بالذات الذي كان فريقاً مرعباً يضم أبرز نجوم ايطاليا في ذلك الوقت , وكان هو حامل اللقب !

واتى ذلك الأنتصار بعد مشاحنات بين أنصار الناديين في الموسم الذي سبقه .. لأن أنصار نابولي كانوا في موسم 85-86 قد أطلقوا هتافات معادية لليوفي تقول : " نسحقهم في منطقتهم " ! في أشاره لهدف مارادونا الساحر ضد اليوفي من داخل منطقة الجزاء بركلة حرة من مسافة 5 أمتار ! لكن حتى وإن أنتصر نابولي في ذلك اللقاء فأنه لم يمنع اليوفي من الفوز باللقب !



لكن تراجع مستوى نابولي بعدها وهبوطه الى الدرجات الدنيا أخمد فتيل ذلك الصراع .. حتى عاد نابولي للدرجة الأولى من جديد ليشكل فريق كبير عاد للمنافسة على الألقاب وليؤكد هذا الآمر عندما هزم اليوفي بثلاثية من إمضاء كافاني .. لكن اليوفي ردها عليه بثلاثية في الموسم التالي الذي أنهاه بطلاً بدون هزيمة .. لكن نابولي كان الوحيد الذي تفوق عليه عندما هزمه في نهائي الكأس ليعود اليوفي وينتصر في كأس السوبر في بكين !

والآن يبدو أن اليوفي ونابولي سيكونان المتراهنين على لقب هذا الموسم .. وكأن الصراع يعود من جديد بين الشمال والجنوب بين تورينو ونابولي ! ومهما حاولت كرة القدم الايطالية أن تنئ بنفسها عن هذا الصراع الذي بدأ منذ توحيد ايطاليا وبقي مستمراً حتى الآن .. فأنه لا يمكن أن يستثنى أي آمر عندما تنطلق أي مباراة في الكالتشو ! فكيف سيكون الآمر لو كان خلفها تاريخ ممتد يمثل تاريخ وقيم كلا المدينتين والناديين ؟










-----------------------------------


(2)

حكاية العداوة بين روما واليوفي !







هي حكاية تنافس قبل أن تكون حكاية عداوة ! ولكن العداوة أوجدتها أحداث مختلفة عرفها التنافس القوي بين الفريقين ! وكان التنافس الحقيقي بين اليوفي وروما قد بدأ في موسم 1930-1931 عندما كان اليوفي ينهي الموسم بطلاً بفارق 4 نقاط عن روما الوصيف .. رغم أن روما وقتها الحق باليوفي خسارة قاسية بخماسية نظيفة .. لكن ذاك اليوفي لم يتوقف وأحرز اللقب خمس مواسم متتالية حتى توقف في موسم 1935-1936 والذي لقي فيه خساره (3-1) من روما الذي لم يشفع له هذا الفوز في إحراز اللقب الذي ذهب لبولونيا بفارق نقطة واحدة فقط !




لكن حتى عندما أحرز روما لقبه الأول في موسم 1941-1942 كان يخسر من اليوفي (2-0) وكذلك في موسم 1982-1983 والذي حل فيه اليوفي ثانياً خلف روما ولكنه تغلب على روما مرتين بذات النتيجة (2-1) .. قبلها وفي موسم 1950-1951 كان اليوفي يقسو على روما بسباعية في الموسم الذي شهد هبوط روما للدرجة الثانية لأول مره في تاريخه ! وفي موسم 1957-1958 فإن روما حقق فوزاً كبيراً على اليوفي برباعيه في وقت كان اليوفي يحتكم على نجوم بقيمة بونيبيرتي وتشارلز وسيفوري !




لكن في موسم 1972-1973 كان يبدو أن روما يهدي اللقب لليوفي على حساب لاتسيو .. لأنه قبل دقائق من نهاية الجولة الأخيرة كانت الأمور تشير لجولة فاصله بين الثلاثي المتصارع على اللقب اليوفي والميلان ولاتسيو .. لكن هدف كوكوريدو جعل اللقب يذهب لليوفي بعد الفوز على روما (2-1) وهي المرّة الوحيدة التي كان يبدو فيها روما يفضّل أن يرى اليوفي بطلاً للدوري , فقط حتى لا يرى الكأس يذهب للعاصمة حيث الجار لاتسيو !










لكن شرارة العداوة الحقيقية بين الفريقين انطلقت في بداية الثمانينات بعد أحداث ما يُعرف بالـ " توروني جول " والتي بدأت جدل بين الفريقين لم يتوقف حتى هذه اللحظة ! تلك الفترة شهدت تنافس كبير بين الفريقين .. كان يشتد الحوار دائماً بين مدرب اليوفي تراباتوني ونظيره في روما ليدهولم , بين النجم الفرنسي بلاتيني والبرازيلي فالكاو، بين نجمي الهجوم في ايطاليا بيتيغا وبروزو .. ولكن قبل كل شي بونيبيرتي ضد دينو فيولا !




كان رئيس اليوفي النجم السابق جيامبيرو بونيبيرتي في معركة دائمة مع رئيس روما الراحل دينو فيولا .. فلم يستطع أحد في ايطاليا إسكات دينو فيولا بعد أحداث الـ " توروني جول " حيث أنه في موسم 80-81 كان اليوفي يتقدم على روما بنقطة واحدة فقط قبل المواجهة بينهما مع بقاء مباراتين لكل فريق .. وعندما التقى الفريقان في 10 مايو 1981 كانت النتيجة تشير للتعادل السلبي قبل عشر دقائق على النهاية وكان اليوفي يلعب بعشرة لاعبين بعد طرد نجم اليوفي فورينو !




لكن ما حدث بعد ذلك أشعل الملعب بعد أن تقدم روما بهجمة سريعة مرت عن طريق كارلو انشيلوتي الذي مررها صوب المهاجم بروزو الذي رفعها باتجاه ماوريستو توروني الذي وضعها برأسه في شباك الحارس الكبير دينو زوف لكن حكم المباراة بيرغامو ألغى الهدف بداعي التسلل بعد أشارة من حكم الراية سانسيني ! اعترض روما كثيراً وتوقفت المباراة وثار الرئيس دينو فيولا على المدرجات لكن المباراة كانت تنتهي بالتعادل السلبي ليفوز بعدها اليوفي بسكوديتو ذلك الموسم !








ومنذ ذلك اليوم أصبح يوفنتوس العدو رقم واحد بالنسبة لروما .. خاصة بعد حديث بونيبيرتي عن أن كل هذا الحديث فقط لأن هناك من هو غير معتاد أن يكون منافساً لليوفي ! حيث أراد القول أن روما أفتعل كل هذا الحديث فقط لأنه غير معتاد أن يكون منافساً لليوفي على الصدارة بعكس اليوفي الذي كان معتاداً على الفوز بالسكوديتو ! فما كان من دينو فيولا إلا الرد بأن اليوفي معتاد فعلاً على ذلك , وكان يقصد أن اليوفي معتاد على سرقة المباريات والبطولات بمثل هذه الطريقة !




حيث أصبح يقال أن على اليوفي خوض ثلاث مباريات ديربي في الموسم .. ديربي تورينو وديربي ايطاليا واخيراً ديربي الـ " توروني " ضد روما ! وعاد الحديث مجدداً بين بونيبيرتي ودينو فيولا بعد عام فقط عندما أحرز اليوفي اللقب على حساب فيورنتينا بطريقة أثارت أيضاً جدل كبير عندما الغى الحكم ماتي هدفاً للاعب الفيولا الارجنتيني دانييلي بيرتوني وفي نفس الدقيقة سجل اليوفي هدف الفوز على فريق كاتانزارو عن طريق اللاعب بريدي !




فاز اليوفي وقتها بالسكوديتو في اليوم الأخير بعد سخط كبير من أنصار الفيولا ! وعاد الحديث مجدداً عن التحكيم وعن تدخل عوامل خارجية في تحديد البطل ! فما كان من رئيس روما دينو فيولا إلا أن شارك في ذلك الصراع عندما قال : " ليس من الذكاء الاكتشاف بأن هنالك دائماً طرف مشترك في هذه الأحداث " ! وكان يقصد بأن اليوفي هو الطرف المشترك في هكذا أحداث التي حصلت مع روما ومن ثم الفيولا .. وهو ما أثار غضب انييللي وبونيبيرتي !










وبعد عام فقط وفي موسم 82-83 كان روما يتفوق على اليوفي ويحرز اللقب بالرغم من أنه خسر مرتين أمام اليوفي وحتى أنه في لقاء الإياب في روما اشتكى لاعبي اليوفي من تعامل لاعبي روما والطاقم الفني .. وحتى أن بعض لاعبي اليوفي تعرضوا لعضات من كلب الحراسة الذي كان برفقة شرطي الحراسة في الملعب ! كانت الفرحة جنونية في روما حيث كتب أنصار الفريق على جدار النادي جمله شهيرة تقول : " بطوله دوري واحده كـ ذئاب أفضل لدينا من مئة كـ خراف " !




بقي أنصار روما ورئيس النادي دينو فيولا يهاجمون اليوفي حتى جاء دور اليوفي للرد عندما ظهرت فضيحة كبرى داخل أسوار نادي روما فيما يعرف بالـ " scandalo Vautrot " فضيحة فاوتروت ! وهي التي تتعلق بالحكم الفرنسي الذي أدار نصف نهائي بطولة الأندية الاوروبيه أبطال الدوري بين روما وفريق دندي يونايتد الاسكتلندي حيث خسر روما خارج ملعبه بهدفين نظيفين وكان يحتاج للفوز في ملعبه بثلاثية نظيفة لبلوغ النهائي وهو ما حدث بالفعل !




حيث ثارت شكوك كبيرة حول نتيجة المباراة وتسربت أخبار عن أن رئيس روما دينو فيولا دفع للحكم الفرنسي مبلغ 10 مليون بيزيتا عبر وسيط ايطالي من أجل الحصول على تلك النتيجة التي تؤهل روما للنهائي الذي خسره أمام ليفربول بركلات الترجيح في ملعبه ! ونتيجة لهذه الفضيحة وفي 2 يوليو 1986 تم إيقاف رئيس روما دينو فيولا لمدة أربع سنوات من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم رغم أنه كان عضو في مجلس الشيوخ في ايطاليا !










ونتيجة لذلك وجد أنصار اليوفي الفرصة مناسبة للانتقام من روما حيث ظهرت لافتات كبيرة في الملعب تسخر من دينو فيولا وتشير الى تلك الفضيحة .. حيث قال أنصار اليوفي : من هو الذي يرشي الحكام يا روما " ؟ وكذلك : " كان جيم ماكلين على حق " ! وهو المدرب الأسطوري لفريق دندي يونايتد والذي وصف فريق روما بـ " الخونَه " بعد نهاية المباراة ليواجه هجوم عنيف من لاعبي روما وصل لدرجة توجيه إشارات نابيه بوجه المدرب جيم ماكلين !




لكن تلك الفضيحة التي لم تثبت بحق الحكم الفرنسي ولم تمنعه من إدارة نهائي أمم أوروبا 88 بين هولندا والاتحاد السوفيتي بعد اعلان برائته .. ولكنها وجدت اعتراف من ريكاردو فيولا نجل الرئيس دينو فيولا الذي اعترف بالحادثة وروى تفاصيلها مؤخراً عندما قال بأنه في ذلك الوقت كان يبلغ من العمر 27 عاماً عندما أتى وسيط لوالده وهو مدير نادي جنوى سبارتاكو لانديني ( وهو لاعب سابق في الانتر ونابولي ) وتحدث مع الرئيس دينو فيولا وأخبره بأنه صديق للحكم الفرنسي فاوتروت وبأن هناك حكم ايطالي صديق له سيتولى التنسيق بينهما !




كان هذا الحكم هو الحكم الايطالي السابق برغامو ( وهو بالمناسبة من الحكام الذين ثبت تورطهم في قضية الكالتشو بولي مع مدير اليوفي السابق لوشيانو موجي وحكم عليه بالسجن 3 سنوات ) حيث تولى الحكم بيرغامو التنسيق مع الحكم الفرنسي فاوتروت ! لكن ريكاردو فيولا الذي وصف تلك الحادثة بالحقيقة المخزية عاد ليطلب احترام ذكرى والده وبأنه غير متأكد من وصول المبلغ للحكم الفرنسي رغم أن المباراة انتهت بالنتيجة التي أرادها روما !










ولم يتوقف الصراع بين الفريقين عند تلك الحادثة ليعود الصراع من جديد عندما حقق اليوفي فوزاً مدوياً على روما بخماسية نظيفة في عام 1990 منها هدف عكسي بالمقلوب من مدافع روما الدايير وسط احتجاجات من روما على التحكيم ايضاً .. ليفارق بعدها الرئيس دينو فيولا الحياة في 19 كانون الثاني 1991 بسبب سرطان في الأمعاء .. ومعه انتهى صراع فيولا بونيبيرتي ولكن ما لبث أن ظهر صراع آخر بين الفريقين وهذه المرة مع تريادي اليوفي الثالوث موجي وبيتيغا وجيراودو ومن جهة روما زيمان ثم الرئيس سينسي وكابيللو وبالديني !




حيث أنه في 98 اتهم زيمان عدد من لاعبي اليوفي بتعاطي المنشطات وخاصة ديل بييرو وفيالي ! ونتيجة هذه التصريحات بدأت تجارب لفحص اللاعبين أثبتت تورط طبيب اليوفي الدكتور ريكاردو اجريكولا الذي اتهم بإعطاء اللاعبين أدوية محظورة بين عامي 94 و98 ثم صدر حكم بحق الدكتور اجريكولا بالحبس سنة وعشر أشهر ولكنه استئناف الحكم , ثم حكمت محكمة الاستئناف ببرائته ! قال زيمان بعدها أنه بسبب هذا التصريح خسر فريقه ما لا يقل عن 20 نقطة وأن اليوفي استطاع التأثير على الحكام من خلال مديره الرياضي موجي !




بقي زيمان يشكك في بطولات اليوفي وهو الشئ الذي لم يكن يرضي موجي بالطبع الذي كان يرد على زيمان ويشكك في قدراته وهو الذي لم يحرز أي بطولة تذكر .. لذلك اتهمه زيمان بالتآمر ضده وتعطيل مشواره التدريبي .. رغم أن زيمان يكون أبن أخ لاعب ومدرب اليوفي السابق سيستمير فيسباليك وهو لاعب ومدرب اليوفي الذي أحرز السكوديتو مرتين مع اليوفي كـ مدرب في موسمي 1971-1972 وهو الذي توفي في يوم 5 مايو 2002 وهو نفس اليوم الذي فاز به اليوفي بالسكوديتو 26 !










ولم ينتهي هذ الصراع حتى بعد رحيل زيمان عن روما خاصة عندما ثارت مشكلة جديدة تتعلق بتحول النجمين باولو سوزا وتشيرو فيرارا الى اليوفي عوضاً عن روما في اللحظة الأخيرة ! وتفاقمت حدة المشاكل عندما أعلن رئيس روما سينسي عن وجود عوامل خارجية تقف في صف اليوفي في فترة نجح فيها روما في إحراز لقبه الثالث في موسم 2000-2001 بقيادة المدرب فابيو كابيللو الذي خطفه اليوفي من روما مدرباً بعد أن كان قد خطفه منه لاعباً ! رغم أنه أعلن قبلها بأنه لن يدرب اليوفي في وقت كانت المنافسة تشتد بين الفريقين !




جاءت بعدها أحداث الكالتشو بولي لتلقي بنفسها في واجهة الصراع مع إدانة اليوفي وسحب اللقبين الذين حققهما معه كابيللو وإنزاله للدرجة الثانية .. ومع عودة اليوفي من جديد كان يبدو أن الصراع بين الفريقين قد هدأ قليلاً حتى عاد زيمان من جديد ليقود روما ويعود لاثارة المشاكل مع اليوفي .. وهو الذي أثار استياء عشاق اليوفي بعد مباراة ودية لروما قبل انطلاق الموسم بسبب توقيعه على قميص مكتوب عليه " Odio la Juve " أنا أكره اليوفي ! لذلك كان ينتظره استقبالاً عدائياً عندما انتصر اليوفي على روما برباعية !




حكاية العداوة بين روما واليوفي هي حكاية منافسة من نوع آخر داخل أروقة الكالتشو .. لا نظنها كانت شريفه في كل الفترات لكنها كانت حاسمة وقوية في معظم الأحيان .. ولا بدّ لبطولة مثل الكالتشو أن تشهد صراع وتنافس وحتى عداوة من هذا النوع طالما هي تحتكم على صراعات كروية لا يوجد لها مثيل ! حكاية العداوة بين روما واليوفي هي حكاية نابعة من تراث كرة القدم الأيطالية .. وفي تراث كرة القدم الأيطالية أجمل وأروع الحكايات .. فـ الى لقاءٍ قريب مع حكاية أخرى من حكايات الماضي والحاضر !!













-----------------------------------




(3)

  نظرة تاريخية على ديربي ايطاليا !






في عام 1967 كان الصحفي الايطالي الشهير جياني بريرا يحضّر مقالاً على لقاء اليوفي والأنتر , كان يريد هذه المرّة أن يكتب شيئاً مختلفاً عن هذا اللقاء . . وعندما أراد أن يشير لمدى قوة هذا اللقاء قال : " هو لقاء أقوى من أي ديربي بل هو ديربي ايطاليا , نعم هو ديربي ايطاليا " . . لذلك قال مقولته الشهيرة : " Juve-Inter è il derby d’Italia " يوفي – انتر هو ديربي ايطاليا !







كان الصحفي الايطالي جياني بريرا يعرف عنه ولعه في كرة القدم خاصة بعد عودته من سويسرا التي لجأ اليها وهو ملازم في الجيش . . وهو الذي توفي عام 92 بسبب حادث بالسيارة . . وهو الذي جاءت معظم تسميات كرة القدم الايطالية عن طريقه , لذلك لم يكن من الغريب أن يكون هو صاحب تسمية ديربي ايطاليا بين اليوفي والانتر !





وقد جاءت تسمية ديربي ايطاليا بسبب أن الفريقان وقتها كانا الأكثر فوزاً ببطولة الدوري الايطالي ! ولطبيعة المنافسة بينهما وما تركته احداث موسم 60-61 . . فقد كان يقول أن هذه المباراة هي ديربي الفريقين الاكثر فوزاً بالسكوديتو والاكثر رغبة في الفوز به , وهو كذلك على الصعيد الاجتماعي ديربي بين عائلتين بارزتين من كبار ممثلي الرأسمالية الإيطالية وهما عائلة انييلي وعائلة موراتي !


 




وربما كان لوجود عائلتي انييلي وموراتي الاثر الأكبر في مدى التنافس الشديد بين الناديين خاصة بعد الهجوم المتبادل بينهما في موسم 60-61 ذلك الموسم الذي بدأت به شرارة المواجهات بين اليوفي والانتر تأخذ منحى مختلف بعد الاحداث التي عرفها ذلك الموسم والتي لا تزال تثير جدلاً واسعاً خاصة بعد المباراة التي انتهت بفوز اليوفي 9-1 بعد ان لعب الانتر بالشباب !



 



في ذلك الموسم 1960-1961 الغيت مباراة اليوفي والانتر بعد دخول الجماهير للملعب حيث كان هنالك خمسة الاف مشجع لليوفي زيادة على سعة الملعب ! وهذا ما أدى لالغاء المباراة بعد أن كان الانتر متقدماً (2-0) لذلك غضب موراتي واتهم الاتحاد الايطالي بالتواطئ مع اليوفي ! واعيدت المباراة في الجولة الاخيرة وهذا ما أغضب موراتي الذي لعب بالشباب !



 


وبعد أن هدأت الأمور قليلاً في ديربي ايطاليا عاد الجدل من جديد ليظهر فوق الاحداث في لقاءات الفريقين . . حيث أنه في مباراة اليوفي والانتر في موسم 97-98 ثار جدلاً كبيراً بسبب عدم احتساب ركلة جزاء لرونالدو بعد خطأ من يوليانو . . وفي تلك المباراه منحت ركلة جزاء لليوفي لمصلحة ديل بييرو بعد خطأ من تاريبو ويست , ولكن اليكس اضاعها وانتصر اليوفي وقتها بهدف دون مقابل !







ثار وقتها لاعبي الانتر على الحكم ( Piero Ceccarini ) واتهموه بالتحيز لليوفي . . وما زاد الآمور تعقيداً أن هذا الحكم إعترف بعد مدة قصيرة بخطأه موجهاً أعتذار للأنتر , لكنه أشار أنه أثناء المباراة لم يشاهد الحالة بشكل واضح لذلك كان قراره خاطئاً وقتها ! ليعود الحديث مجدداً عن الظلم التي تعرض له الانتر والذي وجد اعتراف من حكم تلك المباراة !



 






ولم تتوقف الامور في هذه المباراة عند هذا الحدّ إذ وصلت الى قبة البرلمان الايطالي عندما قام النائب في التحالف الوطني " Domenico Gramazio " الى الصياح بوجه لاعب اليوفي السابق وعضو الحزب الديموقراطي " Massimo Mauro " وقال له : " انتم جميعاً لصوص " ! وهذا ما دفع نائب رئيس الوزراء والتر فيلتروني للقول : " نحن لسنا في ملعب " ! وتم تعليق دورة المجلس وتم معاقبة العديد من السياسيين نتيجة لذلك !

 



وعاد العنف من جديد في لقاءات الفريقين في موسم 2000-2001 بعد أن قام مدافع اليوفي باولو مونتيرو بلكم لاعب وسط الانتر لويجي دي بياجيو على وجهه بسبب عنفه ضد لاعبي اليوفي في تلك المباراة . . وهذا ما أدى الى اشتعال الديربي وتشاجر لاعبي الفريقين وكذلك الى تبادل الشتائم بين أنصار الفريقين !



 



ثم جاء - الكالتشو بولي - ليؤجج الصراع بين الأنتر واليوفي خاصة بعد هبوط اليوفي ومنح احد لقبيه المسحوبين للأنتر ! وهذا ما فتح الباب لصراعات كبيرة بين الفريقين . . من اروقة الاتحاد الايطالي الى المحاكم المدنية والجنائية ! وعند عودة اليوفي وتفوق الانتر وسيطرته على البطولة الايطالية اشتد الصراع بين الفريقين وما نتج عنه . . من صدام بين مورينيو ورانييري وصافرات الاستهجان بحق بالوتيللي !


 



يبقى تاريخ ديربي ايطاليا مليئ بالحكايات التي لا تنتهي . . لذلك حتى وإن كان الميلان قد نجح بشكل أكبر بكثير من الفريقين على المستوى الأوروبي . . فإن لقاء اليوفي بالأنتر يبقى مختلف بكل ما يحمله من صراع ومنافسه تصل للعداوه بين الفريقين . . لذلك فان جياني بريرا كان محقاً في أن يطلق عليه تسمية " ديربي ايطاليا " !


 









-----------------------------------




(4)
  
علاقة الحقد بين يوفنتوس وفيورنتينا









يوم 16 مايو 1982 لم يكن يوماً عادياً في تاريخ كرة القدم الايطالية .. هذا التاريخ كان قبل أسابيع فقط من الانتصار التاريخي لابناء بيرزوت في اسبانيا عندما عادوا بكأس العالم ! ولكن هذا التاريخ كان شاهداً على علاقة الحقد التي لن تنتهي بين يوفنتوس وفيورنتينا لأنه في ذلك اليوم كان سيتحدد الفائز باللقب بين الفريقين !


فيورنتينا كان بحاجة للفوز على كالياري لاحراز اللقب لكن الدراما الايطالية كانت حاظرة عندما الغى الحكم ماتي هدفاً للاعب الفيولا الارجنتيني دانييلي بيرتوني وفي نفس الدقيقة سجل اليوفي هدف الفوز على فريق كاتانزارو عن طريق اللاعب بريدي لتكون البطولة رقم 20 لليوفي وليعلق النجمة الثانية على قميصه !


وقتها لم يصدق أنصار الفيولا ما حدث لذا قالوا بعدها : " النجمة الثانية لأفضل لصوص " ! وهي العبارة التي ما يزال صداها حتى الان وبعد ثلاثين عاماً من تلك الاحداث ! وبقيت الكراهية موجودة بين الفريقين حتى أن أنصار الفيولا كان لهم موقف من احداث هيسل عام 85 عندما رفعوا شعارات معادية لليوفي !





فيديو المباراتين !


ثم جاءت المباراة النهائية لكأس الاتحاد الاوروبي 1989-1990 بين اليوفي والفيولا والتي انتهت بفوز اليوفي (3-1) لتجدد الصراع بين الفريقين وما رافقها من احداث عنف حدثت بين الفريقين .. ليعود الصراع من جديد خاصة مع انتقال نجم ايطاليا روبيرتو باجيو الى اليوفي ! والذي فجر شرارة الكراهية من جديد !

لكن باجيو رفض تنفيذ ركلة جزاء لليوفي ضد فيورنتينا وتركها لزميله دي أغوستيني وما صعّب الأمور هو أنه لحظة استبداله التقط وشاحاً ارجوانياً ووضعه على عنقه رغم أنه يرتدي شعار اليوفي ! وهذا ما اغاض انصار اليوفي ورد بعض الكرامة لانصار الفيولا التي لم تغفر لنجمها الانتقال لليوفي !

لكن حركة الرشاشات التي وجهها باتستوتا لانصار اليوفي فيما بعد جددت الصراع .. وكذلك الحركة التي قام بها عندما لم يحتسب له هدف بداعي التسلسل ضد اليوفي وهو ما ولد الحب لباتي عند انصار الفيولا .. وقبلها كان أحتفال باساريلا وبيرتي عام 86 بالفوز على اليوفي (2-0) وغيرها الكثير من المباريات بين الفريقين !



وأخيراً كان البرازيلي ميلو الذي سبب انتقاله من الفيولا لليوفي مزيد من الكراهية بين الفريقين حيث لم يتقبل انصار الفيولا هذا الانتقال وشعروا ان اليوفي دائماً ما يسرق نجومهم .. على الرغم من ان هناك الكثير من اللاعبين الذين تنقلوا بين الفريقين مثل : دي ليفيو وتورشيللي وماريسكا وكيليني وميكولي وموتو وبوجينوف !

ولا يزال انصار الفريقين يتذكرون الهزيمة القاسية لليوفي امام الفيولا (5-0) في 4 مايو 1941 .. لكن الصراع الحقيقي بين الفريقين بدأ في الخمسينيات عندما كان الفيولا متقدم المراكز الامامية وكان هناك تنافس شديد بين الفريقين على الفوز بالسكوديتو .. وهو ما أحدث مشاكل بينهما في تلك الفترة !




-----------------------------------





 




جنون الديربي
Helenio Herrera X Nereo Rocco
صراع الكاتيناتشو في ديربي المادونينا !



في الوقت الذي كان العالم لا يزال يتعرف على كرة القدم .. وكانت الكثير من دول العالم لم تشكل فرق وطنية بعد .. كانت حرب التكتيك تشتعل في ديربي ميلان في ستينات القرن الماضي ! لأنه على دكة الميلان كان يوجد المدرب الاسطورة نيرو روكو صاحب طريقة الـ (1-3-3-3) والتي ابدع فيها مع فريق مدينته تريستينا وهو الفريق الذي رغم ظروف الحرب التي عاشها في المدينة الشمالية فأنه تقدم على اليوفي والميلان ولم يتقدم عليه سوى تورينو القوي .. كان ذلك في الاربعينات !

أما على الدكة الثانية في الانتر فكان يوجد ايضاً مدرب اسطوري هو الارجنتيني هيلينو هيريرا صاحب طريقة الـ (1-4-4-1) والتي ابدع فيها مع الاتلتيكو والبارسا في اسبانيا وحقق فيها الدوري مرتين مع كل منهما ! لكن القاسم المشترك بين الاثنين هو " الكاتيناتشو " قيل أن الأول أبتكرها وقيل أن الثاني هو من طورها وأبرزها للعالم .. بعد أن كان النمساوي كارل رابان بدأ في تركيب خيوطها في الثلاثينات في وقت لم يكن يعرف فيه سوى الهجوم لكن رابان انطلق من تعزيز الدفاع والاعتماد على الهجوم المرتد !

لكن ما قدمه روكو وهيريرا كان مختلف حتماً بكل شئ .. ليس فقط في الطريقة بل في التنفيذ على أرض الملعب .. مع وجود ليبرو أمام الحارس ثابت في منطقة الجزاء مع واجبات دفاعية للاعبي الوسط بهدف اغلاقات المساحات .. وذلك ما جعل الفوز على الفريقين هو آمر غاية في التعقيد والصعوبة ليس في ايطاليا فحسب بل في أوروبا لأن كل منهما وصل لزعامة القارة الأوروبية في مناسبتين ! لذلك كان الفوز بديربي ميلان ذو طعم خاص لكلا المدربين الذين كانا يرتبطان بعلاقة قوية جداً !

 [video=youtube;kN18lIjwkhU] 












جنون الديربي
Vincenzo Paparelli
الفتى الذي دفع حياته ثمناً لعشق لاتسيو وبينو ويلسون !




فيشنزو باباريلي .. ميانيكي من ضواحي لاتسيو كان يعشق الفريق البيانكوشيلستي لدرجة الجنون ! كان يحظر للمدرجات بوقت باكر من اجل الجلوس قرب الحاجز من اجل الوصول بعد نهاية المباراة لقائد لاتسيو في السبعينات بينو ويلسون ! كان يتخطى الحاجز ويغامر في الوقوع بين يدي الشرطة وحتى التعرض للاذى من اجل الوصول فقط للكابيتانو بينو ويلسون ومعانقته والتأكيد على عشقه وعشق الوان الفريق !


لكن في 28 تشرين الأول 1979 كان لتلك الحكاية أن تنتهي لأن فيشنزو باباريلي توقف عن عشق لاتسيو وتوقف عن المخاطرة بالوصول للكابيتانو بينو ويلسون ! لأن أنصار روما منعوه من ذلك للأبد عندما رموا مفرقعات نارية باتجاه أنصار لاتسيو وحتماً كانت لتصيب فيشنزو باباريلي لأنه كان دائماً ينتظر في الصفوف الأمامية ! الأصابة كانت قوية وحرقت اجزاء كبيرة من جسمه حتى فارق الحياة !

لم يكن يتخيل أحد أن يصل ديربي روما لدرجة مقتل أحد المشجعين وأن يدفع فيشنزو باباريلي حياته ثمناً للديربي المجنون بين أنصار الفريقين ! حتى أصبحت المدينة ساحة للمعركة بين أنصار الفريقين مع الكتابات على الجدران من أنصار لاتسيو التي تهدد بالأنتقام لفيشنزو باباريلي .. لكن الأمور هدأت قليلاً فيما بعد مع الاجراءات المشددة في الديربي الذي سيبقى أسم فيشنزو باباريلي حاظراً فيه دائماً !






 
جنون الديربي
Derby di Torino
عندما سجل تورينو 3 أهداف في 3 دقائق !



في الديربي الأقدم في ايطاليا الذي انطلق منذ عام 1907 كانت هناك دائماً مباريات لا تنسى بين اليوفي الفريق الأقدم في تورينو وبين فريق تورينو الذي أنشق بالأصل من اليوفي ! وبقي الصراع بينهما قائماً على زعامة المدينة التي سيطر فيها اليوفي على معظم البطولات .. لكنه كان دائماً يواجه منافسة شرسة من جاره وابن مدينته الذي كان يرى في الفوز على اليوفي بطولة خاصة .. وشهدت دائماً مباريات الديربي بين الفريقين أثارة وندية كبيرة في ديربي الخلد الذي جاء من تسمية المدينة الشمالية !


كانت أحدى أبرز مباريات الديربي تلك التي جمعت الفريقين في 27 مارس 1983 عندما كان اليوفي يحل ثانياً في الترتيب خلف روما الذي كان يقوده صاحب أفضل قدم يسرى في تاريخ الكرة الايطالية برونو كونتي مع فالكاو وانشيلوتي وبارتيلومي لكن اليوفي الذي كان يلاحقه كان يضم أسماء كبيرة جداً مع بلاتيني وبونيك وبيتيجا وتارديللي وشيريا وكابريني وجنتيلي وزوف .. لكن كان على اليوفي تجاوز جاره تورينو أولاً ! وكان يبدو اليوفي في طريقه لفوز سهل بعد ان تقدم بهدفين من أمضاء كل من روسي وبلاتيني !

كان اليوفي يتقدم (2-0) حتى الدقيقة الـ 70 لكن بعدها حدث شئ لا يصدق عندما تمكن فريق تورينو من إحراز 3 اهداف في 3 دقائق فقط عندما احرز دوسينا وبونيسو وتوريسي الاهداف الثلاث وسط صدمة من افضل حارس وافضل دفاع في ذلك الوقت ! وانصار اليوفي لم يصدقون ما يحدث واصيب أحدهم بأزمة قلبية ! خسر اليوفي في ذلك الديربي وتكرست عقدة تورينو وفرّط باللقب الذي كان من نصيب روما .. تورينو لم يستفد كثيراً من ذلك الانتصار لانه جاء ثامناً في الترتيب ! لكنه فعل ما يحلو له وهو أن يفوز على اليوفي !
 
[video=youtube;0FG8L7BANeA]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق